أهميّة اللون في رواية الخطّ الأخضر.. بقلم: هدى خوجا

3486849251
حجم الخط

صدرت رواية "الخط الأخضر" للكاتبة الفلسطينيّة رولا خالد غانم عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع عام 2015 وتقع في 160 صفحة من الحجم المتوسّط.
عنوان الرواية: الخط الأخضر بلون برتقالي وهو عبارة عن مزج الأحمر رمز الدّم والأصفر بورق الخريف المتساقط وأشعة الشمس النّاريّة، ومن ناحية برمجة لغويّة عصبيّة للوهلة الأولى يقرأ الأصفر عند تكراره عدّة مرّات، لأنّ الأخضر كتب بلون برتقاليّ مائل للصّفرة،وصفحة الغلاف موفقة "المرأة الفلسطينيّة للرّسام جمال بدوان" وتصميم الفنانّة رشا السرميطي، ويرتبط الغلاف بداخل الرّواية في ص67 حيث يمثّل الإرتقاء والصّمود والكبرياء والشموخ لبطلة الرواية سهر، وظهرت عدّة أماكن في الرّواية منها باقة الغربية ونابلس وطولكرم والزّرقاء وعمّان والبتراءوالعقبة، ظهرت الزّغاريد التّراثية والأمثلة الشّعبيّة، مثل" همّ البنات للممات"، وهنا تذكّرت قراءتي لرواية زمن وضحة للكاتب جميل السلحوت، في احتوائها على عدّة أمثلة تبيّن اضطهاد المرأة وطغيان المجتمع الذّكوريّ،وتطرّقت الكاتبة لفلسفة السّعادة في ص 78، حيث بيّنت أنّ السّعادة من صنع الإنسان، وبيّنت سعادة سهر في البتراء، وهذه السّعادة لم تنتج عن زيارة الأماكن؛ ولكنها نتجت عن إيقاظ الأنثى بداخل سهر وإشباعها، وأيضا صورة المرأة في المجتمع والعادات والتّقاليد الطّاغيّة حتى وقتنا الحاضر، وتظهر عند رجوع سهر لبيت أهلها بعد عدّة شهور من زواجها، حيث كان هنالك حوار داخليّ وصراع الاحجام والتّفكير العميق، ماذا ستقول لأهلها عند الرّجوع إليهم؟ وما هي الاشاعات التي سستنطلق ضدّها، ومن المثل الّذي يرافق ذلك "اللي عنده بنات عنده همّ بالحفنات"
كان للون أثر مهمّ في الرّواية، حيث ظهر اللون الأخضرص 21-22 بوضوح في لون ورائحة المريميّة في أكواب الشّاي ورنين كؤوس الشّاي، فلقد اشتممت رائحة المريميّة من داخل الرّواية، وخضرة أرض خط أخضر وشجرة زيتون، وبدلة وزيّ عبد الله تكسوه الخضرة، واللون الورديّ في البتراء والصّخور الورديّة.
النّهاية تأتي بإيقاع سريع، وتبعث على الأمل بالحياة والصّمود، برغم العواصف العاتية.