هل فشل الفصائل في ادارة الانتفاضة .. أجهضها إعلامياً ؟!

sport_1445775474
حجم الخط

أرادوا أن يتجاوزا أخطاء سنوات الماضي الانقسامية، وتخطي عقبة الاختلاف بين شقي الوطن ، بإعادة  القضية الفلسطينية على رأس أولويات المجتمع العربي والدولي ، فصنعوا من نصل  السكين " هوس " – أصاب الإسرائيليين –  يسجل تاريخاً جديداً لإنجازات الشباب الفلسطيني الثائر .

وبعد مضي شهرين وأكثر على الانتفاضة الشعبية ، تجاوز عدد شهداءها المئة ، مؤكدين بأرواحهم أنهم هم من سيحفظ حقوق هذا الشعب العصي على الكسر، وأنه لا أحداً غيرهم سيمحي تلك المقدسات- التي تتعرض للاعتداء كل يوم- ، فاتحين بدمائهم الزكية مساراً جديداً للنضال الفلسطيني .

منذ أن بدأت الانتفاضة في أكتوبر، خصصت كافة الفضائيات المحلية أجندتها لمتابعة مجريات الأمور على الساحة الفلسطينية ومتابعة المواجهات الدائرة بصورة مكثفة ، ولأنه من المعروف أن الاعلام يرتبط ارتباطاً كبيراً بين نجاح أي قضية من فشلها، يُلاحظ أن وتيرة الانتفاضة قد انخفضت تغطيتها عن الشهر الأول، ليُعتقد أن وتيرتها وحدتها قد انخفضت فعلياً على أرض الواقع ! .

هل الانتفاضة توقفت ؟ ام أم حدتها انخفضت ؟

في سياق الحديث عن حدة الانتفاضة ، يقول أستاذ الاعلام في جامعة النجاح د. فريد أبو ضهير ، أنه من الافضل ألا نتسرع بتسميتها انتفاضة، والمصطلح الأفضل لها هو الهبة الشعبية الجماهيرية، لأن الانتفاضة يجب أن تمس كل فلسطيني ولا يخلو من العصيان المدني، مضيفاً: أن طبيعة هذه الهبة مختلفة عن الهبات السابقة وصعب التنبؤ بها متى تنفجر ومتى ستهدأ ، وأننا نلاحظ  بعض الاحيان يتم تنفيذ عمليات متعددة في يوم واحد وخلال ايام عدة لا يوجد أي عمليات .

وفي هذا الجانب، اتفق معه  الدكتور هشام أبو هاشم ،  حيث يرى أن الانتفاضة  لم تنطفأ و هي مازالت  تمر بمراحل،  و أوضح أنه احيانا ترتفع  الوتيرة وفقاً:"  للإصابات او الشهداء والاعتداءات الاسرائيلية"  و احيانا اخرى تنخفض وحينها لا يعني أن الانتفاضة قد توقفت ، موضحاً أن وقوف الانتفاضة له متطلبات كالانسحاب الاسرائيلي من مناطق  معينة والعودة للمفاوضات بالشروط الفلسطينية وليس الاسرائيلية .

ما السبب في تراجع حدة الانتفاضة

وعن سبب  انخفاض حدة المواجهات ، يعتقد أحد شباب المواجهات " م.ح "، أنه عدم وجود قائد موحد يتحدث باسم الشباب المنتفض ويعمل على ايصال رسائلنا ومتطلباتنا حال دون تحقيق الانتفاضة الهدف الأساس، مؤكداً أن الشباب المنتفض لا يريد أن تتحزب هذه الانتفاضة ولا تكون فصائلية ولكن نجاحها ايضاً يحتاج لدعم الفصائل .

ويؤيده بهذا "د. أبو هاشم" ، أن الانتفاضة لم تتطور لأن الفصائل لم تدعمها سوى معنوياً ، أما تكتيكياً لم تتدخل ، ودعم الأحزاب ضروري جداً لتقدم الانتفاضة وتحقق مطلبها .

تراجع الاهتمام الإعلامي

وعن سبب تراجع الاهتمام الاعلامي كالسابق في تغطية الانتفاضة، يعتقد "د. أبو ضهير" أن الاختلاف سببه هو أن الاهتمام  في الهبة ببدايتها من منطلق أنها تغير نوعي بالحدث الفلسطيني وكان ملفت للنظر بشكل كبير والاعلام تناوله بشكل هائل، شارحاً "عادة عندما يمر الزمن على الاحداث تخفت اهتمامات الاعلام مثل موضوع سوريا او الحرب على غزة، بالتالي فإن أول يوم بأحداث سوريا يختلف عنه اليوم .

ويؤيده " د. أبو هاشم "  أن الاعلام في الفترة الحالية  قد ركز على التقارب الاسرائيلي التركي وبالتالي سحب الاضواء عن الانتفاضة ولكن المواجهات ثابتة وتختلف وتيرتها من يوم للآخر.

هل سيطرت اسرائيل على الوضع في الضفة الغربية؟

وبعد مرور وقت كبير على بدء الانتفاضة ، يتساءل الكثير هل حدة الانتفاضة قد انخفضت بسبب سيطرة اسرائيل على الوضع في الضفة الغربية ؟ يقول " د. أبو ضهير" : " لا ارى أي سيطرة بالعكس  فإنه كل يوم  يصرح الاعلان الاسرائيلي أنه من المستحيل السيطرة على العمليات لأنها فردية ."  اخرها تصريح وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون ، أنهم لا يعلمون متى ستنتهي " انتفاضة الأفراد " على حد وصفه .

و أضاف " د. أبو ضهير " أن السلطة الفلسطينية ، من جانب لا تريد تصعيد الأمور  حتى لا تصل لمرحلة الانهيار الكامل و جانب آخر لا تريد الهدوء الكامل لأنه لا يوجد أي انجازات على الصعيد السياسي .

ماذا عن نتائج الانتفاضة؟

وعن نتائج الانتفاضة حتى هذا الوقت ، يعتبر "د. أبو هاشم " أن الهبة الشعبية لم تحقق أي نتائج سوى رفع القضية الفلسطينية على الطاولة  أنا أي حقوق اخرى لم نأخذها، متوقعاً أنها لن تبقى على هذه الحدة  لأن هناك قرارات مصيرية ستتخذها القيادة ومن المحتمل تطويرها من خلال رفعها للدول الخارجية  بدون أي عمل عسكري.

يشار إلى أن الانتفاضة ومنذ اكتوبر قد بلغت الحصيلة العامة من الاعتداءات الصهيونية "117" شهيدا منهم واحد في المعتقل، بالإضافة إلى إصابة نحو 14422 فلسطينيا بما فيهم الإصابات بالغاز.

وعلى صعيد حصيلة أعمال المقاومة على الأرض، فبلغت بحسب إحصائيات مركز القدس  "20" قتيلا  صهيونياً، وإصابة 315 آخرين، و58 حادث إطلاق نار، و64 طعنا، و31 محاولة، واعتقال 2433 في الأراضي الفلسطينية.

ونفذ الفلسطينيون، نحو 64 عملية طعن (شبه مثبتة)، وزعم بإحباط 31 عملية أخرى،  بالإضافة إلى 14عمليات دهس.