أطلق معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، اليوم الأربعاء، الحملة الوطنية لتعزيز الصمود والمناعة الوطنية، بمشاركة 12 وزارة، و7 جامعات، و11 مؤسسة أهلية وشعبية.
وأوضح مدير المعهد نايف جرار، في كلمته خلال مؤتمر صحفي عقد بمدينة البيرة، أنّ هذه الحملة تأتي تتويجا لسلسلة من اللقاءات والفعاليات الوطنية التي نظمها المركز بالشراكة مع مجموعة من المؤسسات الرسمية والأهلية، التي تهتم بمكافحة الجريمة وتعزيز السلم الأهلي في فلسطين.
وقال: إنّ "الحملة تهدف إلى تعزيز صمود ومناعة شعبنا في مواجهة التحديات، التي تمس وجوده على الأرض الفلسطينية، خاصة في ظل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تتنكر لحقوق شعبنا، وتريد الإبقاء على سيطرتها على الأرض".
وأشار جرار، إلى وجود محاولات لتخريب المجتمع الفلسطيني عبر نشر الجريمة والفوضى والعبث بالجبهة الداخلية، الأمر الذي يحتم من تعزيز الوحدة الوطنية، ورفع مناعته وقوته في وجه كل هذه التحديات.
وقال: "تشكلت لهذه الحملة لجنة تنسيقية حيث تحضر لمجموعة من الفعاليات تشمل في المجال الأول العملي والثقافي والأكاديمي، الذي من خلاله سيتم توضيح مفهوم الصمود والمناعة الوطنية، وتعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة ما يروج من رواية إسرائيلية زائفة".
وأضاف: "المجال الثاني متعلق بالحوار ما بين القوى السياسية والمجتمع المدني من أجل مواجهة الانقسام وتصليب الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال، بما يشمل المقاومة الشعبية، وبناء استراتيجية وطنية شاملة في ظل محاولة قلب طبيعة الصراع وتقزيمه، أما في المجال الثالث سيكون من خلال المنظمات الشعبية والأهلية عبر تنظيم أنشطة وفعاليات في كل محافظة تعمل على ضمان حراك فلسطيني يعزز من خلال الصمود السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي".
وأشار إلى أن هذه الحملة ستتوج بمؤتمر عام ينتج عنها مخرجات في السياسات العامة وقرارات على المستويين الوطني والشعبي، لنستطيع من خلالها مواجهة تحديات المرحلة، وتعزيز مناعة شعبنا".
من جانبه، قال نائب المفتي العام إبراهيم عوض الله، إن القضية الفلسطينية تواجه عدوا يتربص بها ويقتل أبناءها ويمس بمقدساتها ويقيد حرية أبناء شعبنا، وأسرانا، فيما نواجه مشكلة الانقسام والقضايا العشائرية والقبلية، وارتفاع معدل الجريمة، الأمر الذي يتطلب أن يواجه من خلال هذه الحملة التي ترتكز على المناعة الوطنية، سواء دينيا، أو وطنيا.
وأضاف، أن دار الافتاء استجابت وساهمت وشاركت في هذه الحملة، التي تصب في خدمة الصالح العام، ولقضية دينية بامتياز.
من ناحيته، قال مدير دائرة الدعاة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ماجد صقر، إن هناك هجمة شرسة على الرواية الفلسطينية والدينية التي تمس بالثوابت والمقدسات، ووراءها أيدي مشبوهة، تخدم مصلحة الاحتلال.
وأشار إلى أنه إضافة إلى أهمية الدفاع عن الرواية الفلسطينية، فإن هناك رواية دينية بحاجة للدفاع عنها، وهذا ما تقوم به وزارة الأوقاف من خلال المساجد في محاربة هذه الهجمات.
وتابع: لم ننجح حتى الآن في تغيير ثقافة المجتمع بخصوص أهمية السلم الأهلي، فيما يُخشى أن تمتد أيدي الفساد في أخلاقنا التي تربينا عليها، ولذلك جاءت هذه الحملة من أجل أن نحاول تغيير فكر المجتمع، من خلال المحاضرات والمساجد والكنائس والطلبة، وللأسف السلم الأهلي بدأ يخدش حتى في الجامعات التي يجب أن تكون مراكز وعي، فيما لا بد أن يكون لدينا مناعة ضد كل هذه الأمور".
بدوره، قال عضو المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأب عبد الله يوليو، "ما لفت انتباهي في عنوان الحملة هو تعزيز المناعة الوطنية، ويذكرني ذلك بمرض فقدان المناعة المكتسبة، وتساءل: لماذا فقدنا المناعة المكتسبة، فأنا أرى بأن هناك قطعا حصل ما بين الحاضر والماضي، وعملياً هناك ثقافة استبدلت بثقافة تدريجياً، وعلينا أن نوحد صفوفنا ونثقف شعبنا في المدارس والجامعات وفي كل الميادين".
وقالت رئيسة دائرة قسم الجريمة بجامعة القدس وفاء الخطيب، إن هذه الحملة يجب أن يتم تطبيقها بين أفراد مجتمعنا، الذي ارتفع فيه معدل الجريمة بالآونة الأخيرة.
وأضافت: من خلال هذه الحملة نسعى إلى تخفيض نسبة الجريمة عبر تعزز الوعي والمناعة الوطنية بالمؤتمرات، والأبحاث العلمية، والعمل الميداني.