ستؤدي إسرائيل واجبها الأخلاقي في سياق حرب أوكرانيا بطريقين: الأول، استعداد لوجستي لاستيعاب يهود أوكرانيا، وبذلك تكون ساهمت بنصيبها أكثر من دول أخرى في معالجة مشكلة لاجئين جديدة نشأت في بولندا وربما في بلدان مجاورة أخرى؛ والثاني، الحرص على الواجب الأمني في الدفاع عن المصالح الوجودية لدولة إسرائيل والشعب المقيم في إسرائيل.
ويدور الحديث عن المعركة ضد الإيرانيين و”حزب الله” في سوريا، وكذا عن تعزيز السيادة في هضبة الجولان. ليس لإسرائيل واجب أخلاقي للوقوف في صفوف الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة أو في مواجهتهم ضد روسيا. فإذا كان التقرير عن اقتراح رئيس الوزراء بينيت في لقائه مع بوتين التوسط بين روسيا وأوكرانيا صحيحاً، فإن إسرائيل تكون قد ارتكبت خطأ جسيماً يرتبط بخطأ التصاق حكومة لبيد بينيت بالولايات المتحدة منذ إقامة الحكومة. لا غرو أن كل شيء يبدو الآن مركباً ومعقداً. فقد وصلنا إلى هذه النقطة بناء على خطأ في توجيه الخطى. اتخذ رئيس الوزراء السابق نتنياهو سياسة جديدة خلقت تفاهماً تاريخياً مع روسيا – بوتين؛ فقد أبعد إسرائيل عن الإدارة الأمريكية في عهد أوباما بقدر سمح لإسرائيل بحرية العمل في الشمال وفي إيران أيضاً. حكمة سياسية تحقن الدماء.
ولكن الاعتبار الأهم هو أن تلك البلدان “الغربية” التي تطالب إسرائيل الارتباط بها في قرار شجب في الأمم المتحدة وفي الوقوف ضد روسيا، هي التي تقود سياسة طويلة السنين من الشجب والعزل السياسي ضد إسرائيل. ثمة لجنة خاصة لأحد محافل الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم حرب في الطريق إلى إسرائيل.
سياسة الغرب بقيادة الولايات المتحدة في عهد أوباما وبايدن قد تلخص على النحو الآتي: “ضعف مثير للشفقة أمام روسيا؛ ونزعة مصالحة تجاه إيران وعداء تجاه إسرائيل. ولهذا فإن إسرائيل، فضلاً عن التضامن الإنساني مع الدول المعتدى عليها، لا يجب أن تلتصق بالسياسة الأمريكية الفاشلة.
إن الانعطافة الحالية للحكومة عطلت إسرائيل أمام النووي الإيراني. الولايات المتحدة مختلفة عن تلك التي نعرفها، وأخطاؤها الجسيمة أدت إلى الحرب الحالية. أمريكا بايدن هي أيضاً أمريكا التي أظهرت ضعفاً صادماً في انسحابها الكارثي من أفغانستان وفي الشكل الذي زحفت فيه إلى اتفاق نووي متجدد، في ظل رفع العقوبات عن إيران. وقد فهم الروس بأن أمامهم زعيماً أمريكياً غير كفؤ فأغراهم هذا لخطوة هجومية. لا مفعول أخلاقياً للتمسك بسياسة الولايات المتحدة الفاشلة تجاه روسيا، بينما تعمل تجاه عدونا الأساس، إيران، ضد مصالح إسرائيل الحيوية. لقد رد الروس على إعلانات إسرائيل الرسمية ببيان يفيد بأنهم لا يعترفون بسيادة إسرائيل على الجولان. من الأفضل لنا أن نركز على المساعدة الإنسانية للأوكرانيين ونمتنع عن التنديدات – الرسمية والسياسية – لروسيا.