كشفت الازمة الروسية الاوكرانية بوضوح ازدواجية معايير المؤسسات الحقوقية والدولية وتأثرها بموازين القوى السياسية واللعب في حلبة الصراع الدائر عبر تطويع الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الانسان وفق سياسات تخدم مصالح الاقطاب الكبرى .
وفي الجانب الاخر رصدت العديد من التقارير ظهور خطاب اعلامي عنصري للعديد من المؤسسات والمنصات الاعلامية والصحفيين الغربيين الذين استخدموا فيها الفاظاً ومواقف ومقارنات عنصرية فيها اهانة ومساس بمعاناة وحقوق دول وشعوب في الشرق الاوسط مستخفين بمعاناتهم الانسانية بالمقارنة مع معاناة انسان اخر في مكان اخر.
كيف ميزت بعض وسائل الاعلام بين القضايا الانسانية ومعاناة ملايين البشر وسمحت لنفسها تجزئتها متجاهلين تلك القيم السامية التي توافقت عليها الشعوب والامم ؟
يا الله كيف قامت الدنيا ولم تقعد في حرب لم يمضي عليها سوي ايام واسرائيل ترتكب افظع الجرائم بحق الانسانية منذ عقود طويلة قتلت واعتقلت وعذبت وسلبت وهجرت خلالها ملايين البشر ودمرت القري والمدن علي ساكنيها واستخدمت افظع الاسلحة المحرمة دون عقاب او ان يتحرك احد لردعها والتحرك لنصرة حقوق الشعب الفلسطيني علي ارضه !
هذه الحرب كشفت من جديد الخلل في ميزان الشرعية الدولية ومؤسساتها واظهرت سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير وحجم خطاب الكراهية والعنصرية التي يحملها الكثيرين والتي باتت تشكل تهديداً حقيقياً للإنسانية و للسلم والامن العالمي .