لأنني لم اكن يوماً مخدوعاً او موهوماً أو مبهوراً بالنموذج الغربي، فإنني لم أكن لأتفاجأ بتلك الحفاوة البالغة التي إستقبلت بها حكومات الدول الأوروبية اللاجئين الاوكرانيين الذين وصلوا إليها هرباً من المعارك الدائرة في بلدهم.
فتلك الدول تتعامل بمعايير مزدوجة، وعنصرية، مع قضايا من نفس النوع وتميز ببن الناس على اساس قومي او عرقي او ديني.
ولا تفعل عكس ذلك إلا إذا كان لها مصلحة سياسية او إقتصادية او ديموغرافية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن المانيا استقبلت قرابة مليون لاجئ سوري ليس لاسباب إنسانية بل لتعويض نواقص معينة موجودة لديها.
بينما رفضت الكثير من البلدان الأوروبية إستقبال لاجئين من بلدان عربية او إسلامية وتركتهم لكي يبتلعهم البحر او ليهيموا على وجوههم في مخيمات الايواء لأسباب عنصرية إجرامية.
وعود على بدء، فإن البلدان الأوروبية قد فتحت حدودها للاجئين ألاوكرانيين لكي تتهم روسيا بالتسبب بأزمة لاجئين اولاً ، ولأن عيونهم زرقاء وبشرتهم بيضاء ثانياً.
ولم يخجل بعض زعماء تلك البلدان ومن بينهم رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف من القول وبكل وقاحة وعنصرية، بأن لاجئي أوكرانيا يجب احتضانهم وتقاسم لقمة العيش معهم لانهم حضاريين وليسوا إرهابيين.
وهذا ليس غريباً على أوروبا التي خرجت منها سياسة المعايير المزدوجة العنصرية وكل الحركات النازية والفاشية والعرقية، ومنها إنطلقت الحروب الاستعمارية والحروب الكونية مثل الحربين العالميتين، الاولى والثانية، حيث اديتا إلى إبادة وتشريد ملايين البشر.
بكلمات أخرى، فإن آوروبا ليست هي مهد الديموقراطية وحقوق الإنسان كما يدعي حكامها زوراً وبهتاناً ، بقدر ما هي مهد الاجرام والتخلف والبربرية.