وحيداً في زنزانة معتمة في عزل "إيشيل" بسجن بئر السبع، يُعاقب الاحتلال "الإسرائيلي" الأسير الطفل أحمد مناصرة، للشهر الرابع على التوالي، ما أدى لتدهور وضعه النفسي.
أحمد مناصرة الذي لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، وجد نفسه فجأةً بين أقبية التحقيق والزنازين، ولم تشفع له عبارة "# مش_ متذكر"، أمام المحقق الذي مارس عليه أقصى أنواع التحقيق لينتزع منه اعترافًا يُرضي غرور وجبروت دولة الاحتلال.
حُكم على أحمد في العام 2015، وهو لم يتجاوز سنَّ الرابعة عشر، بالسجن لمدة 9 سنوات مع غرامة مالية قدرها 180 ألف شيكل، أيّ ما يُقدر بـ56 ألف دولار أمريكي، دون مراعاة محاكم الاحتلال العنصرية لصِغر سنه وعدم قانونية الحكم ومخالفته لكافه القوانين الدولية.
سبعُ سنواتٍ عجاف، قضت من عمر أحمد، فقلبت طفولته إلى شيخوخة مليئة بالأمراض الجسدية والنفسية، لا تتناسب مع شاب يافع بعمر التاسع عشر؛ فقسوة العزل والبعد عن حضن عائلته جعلته فريسةً للمرض النفسي.
مصلحة السجون "الإسرائيلية"، تُعاقب اليوم أحمد على مرضه بمزيدٍ من أيام وشهور وسنوات العزل، الأمر الذي دفعه للتفكير بالانتحار، فهل تنجح الحملات الشعبية في الإفراج عن أحمد أم تُمرر "إسرائيل" مخططاتها بالتخلص من أحمد بصمت؟.
خالد زبارقة، محامي الأسير المريض أحمد مناصرة، حذَّر من خطورة الوضع الصحي والنفسي والجسدي لأحمد، في ظل تفاقم صحته النفسية مع مواصلة مصلحة السجون "الإسرائيلية" عزله للشهر الرابع على التوالي في عزل سجن "إيشيل" ببئر السبع، مُشدّداً في ذات الوقت على أنَّ عزل مناصرة جاء كعقاب له على سوء حالته النفسية.
وقال زبارقة في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الحالة الصحية للأسير مناصرة، تفاقمت بسبب إعطاء مصلحة السجون الإسرائيلية له دواء نفسي رغم صغر سنه"، مُضيفاً: "من المعروف أنَّ العزل الانفرادي يزيد من سوء الحالة النفسية للأسير".
وأكّد على أنَّ مماطلة ومنع مصلحة السجون "الإسرائيلية"، عائلة الأسير مناصرة من زيارته، وخاصةً والديه، أدى إلى تفاقم حالته الصحية والنفسية.
وبالحديث أكثر عن الحالة النفسية للأسير أحمد مناصرة، قال زبارقة: "إنّه خلال زيارته للأسير مناصرة في عزل إيشيل، سأله عن الانتحار إنّ كان حلال أم حرام؟، الأمر الذي يعكس الأفكار الغربية التي تدور في رأسه".
وأشار إلى أنّه قدَّم استئناف لمحكمة الاحتلال للمطالبة بوقف العزل الانفرادي أو تحويل الأسير مناصرة إلى سجن عادي بوجود أسرى آخرين، لتشكيل حاضنة اجتماعية له بديلة عن عائلته؛ وللتخفيف من وطأة المرض النفسي الذي يُعاني منه.
وختم زبارقة حديثه، بالقول: "إنَّ استمرار تواجد الأسير مناصرة في العزل، يأتي لاعتبارات سياسية وليس قانونية، ويتجاوز مصلحة الأسير مناصرة وغيره من الأسرى".