أكد موقع "والا" العبري، اليوم الخميس، على أن مصادر في المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيليّ وجهّت انتقادات مباشرة لرئيس الأركان أفيف كوخافي، بعد مرور عدّة أيّامٍ على تهديده باحتلال قطاع غزّة.
وبحسب مُحلِّل الشؤون العسكريّة في الموقع العبري أمير بوحبوط، شدّدّت المصادر على أنّ الثغرات في جهوزية الجيش لسيناريوهات استخدام سلاح كيميائي من قبل السوريين وعناصر حزب الله زادت خلال ولايته، وفق ما أكّدته.
وذكّر بوحبوط بما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” قبل بضعة أشهر لناحية أنّ “طائرات حربية إسرائيلية هاجمت في حزيران (يونيو) من العام الماضي 2021 منشآت أسلحة كيميائية في منطقتيْ دمشق وحمص ما أسفر عن مقتل سبعة جنود سوريين”.
وبحسب زعم الصحيفة الأمريكيّة “تضمنت الأهداف مخزنًا كبيرًا للمواد المستخدمة في صنع “السارين”، كما تمّ تنفيذ هجوم مماثل في سوريّة قبل عام”.
ومع ذلك، أشارت المصادر الأمنيّة في "تل أبيب" خلال حديثها للموقع العبريّ، أشارت إلى عددٍ من الإخفاقات التي وقعت تحت أنظار هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، والتي لمْ تلقَ ردًا عملياتيًا مناسبًا خلال فترة ولاية كوخافي في ظلّ تطور تهديد مباشر على الجبهة الداخلية في الكيان.
ومضت المصادر الأمنيّة الرفيعة في "تل أبيب"، قائلةً إنّ “كتائب الاحتياط التي كان من المفترض أنْ تتعامل مع حوادث المواد الخطرة والسلاح الكيميائي والبيولوجي تمّ تفكيكها لتوفير عشرات الآلاف من أيام الاحتياط”، كما ألغيت قوات التطهير المجهزة بشاحنات خاصة من نوع “جيريت” و”طهيروت” ولم يتّم شراء بدائل لها.
وأكّدت المصادرعلى أنّ “المنظومات المصمّمة للمساعدة في حالات وقوع هجوم بيولوجي أو كيمائي قديمة للغاية، لافتة إلى أنّ هناك خسارة مهنية وفجوة في القدرة على تحليل وفهم الأحداث بسبب تخفيضات الميزانية الواسعة التي حدثت تحت قيادة كوخافي، وبذلك، فإنّ معظم العمل في مجال الحماية ضد السلاح الكيميائي والبيولوجي أصبح بيروقراطيًا وسيئ المستوى، وفق توصيفها.
وشدّدّت المصادر على أنّه “وفي ضوء التغييرات التي أجريت في هيئة أركان الجيش، كان هناك تقسيم غير واضح للمسؤوليات بين القيادات المناطقية والأسلحة التي لا تدرك المسؤولية في حالات الطوارئ والعمل في المواقع المتضررة”، إضافة إلى ذلك، هناك نقص في البيانات وتحليل المخاطر والتخطيط لسيناريوهات الدفاع التي تشمل سيناريوهات اعتراض الصواريخ التي تحمل ذخائر كيميائية فوق منطقة مأهولة بالسكان.
ولفت ضباط في جيش الاحتلال، رفضوا الكشف عن وظائفهم إلى أنّهم في أيّ مناورةٍ كانوا حاضرين فيها، لم يتم تلقي أيّ معلومات في مجال الدفاع، وبحسب ادعاء ضباط كبار سابقين من قيادة الجبهة الداخلية، لم يتم تقديم إجابات مهنية واضحة ولم يتم اتخاذ أي إجراء لدمج سلاح الجو في المناورات.
وبين الضباط أنّ كل لحظة مهمة لتقدير حجم الحادث وطرق علاجه، كما أنّه لا توجد رؤية قتالية منظمة تركز على نقل السكان من المنطقة المتضررة إلى منطقة نظيفة أوْ مطهرة، على حدّ تعبيرهم.
وقال الضباط أيضًا إنّه وبسبب الوضع الذي تولّد، تمّ تدمير المعرفة والقدرة على الدفاع عن أنفسهم ضد السلاح الكيميائي والبيولوجي، مُوضحين في الوقت عينه أنّ “التدريبات على الحماية من الهجوم البيولوجي أو الكيميائي جرت في السابق خلال دورة الأغرار على دفاع أساسي من السلاح البيولوجي النووي الكيميائي، لكنّها اختفت في السنوات الأخيرة ولم يتم تدريب أي جندي في هذا الموضوع، ونتيجة لذلك، هناك معرفة أقل في المجال المدنيّ والعسكريّ، على حدّ قولهم.
وردّ الناطِق بلسان الجيش على ما ورد من اتهاماتٍ بالقول إنّه “في الجيش الإسرائيليّ تجري عملية تسوية عديد القوات المطلوب في مواجهة التهديد المتغير، وأنّ قيادة الجبهة الداخليّة، كهيئةٍ مسؤولةٍ في الجيش عن إعطاء الجواب للسكان بعد حادثة غير تقليدية، تناور بشكل جارٍ على سيناريوهات التهديد المذكورة، كما قال للموقع العبريّ.