أكّد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، على رفض أيّ اقتحام من الجماعات الاستيطانية المتطرفة للمسجد الأقصى باعتباره حق خالص للمسلمين، مُوضحاً أنَّ اقتحامات اليوم التي نفذتها الجماعات الاستيطانية لم تختلف عن سابقتها، ولم تكن بالصورة التي دعت لها جماعات الهيكل، وأسباب ةذلك ترجع لهذه الجماعات.
وقال حسين، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، اليوم الخميس: "إنَّ أيّ اقتحام من الجماعات الاستيطانية المتطرفة للأقصى مرفوضٌ بالنسبة لنا جملةً وتفصيلاً، بغض النظر عن الأعداد حتى لو كان مستوطناً واحداً وليس مجموعات".
وأضاف: "المسجد الأقصى إسلامي خالص للمسلمين وحدهم، ومنهم أبناء الشعب الفلسطيني الذين يُرابطون في الأقصى"، مُحملاً حكومة الاحتلال مسؤولية تهيئة الظروف للجماعات اليهودية الاستيطانية المتطرفة لاقتحام الأقصى، وذلك لأنّها تطّلع على كافة البيانات والإعلانات التي تُصدرها هذه الجماعات وتُسهل مهمتها في اقتحام المسجد المبارك.
وبالحديث عن دعوات شد الرحال للأقصى؛ لإفشال اقتحام جماعات الهيكل المزعومة، شدّد حسين، على أنَّ الدعوة لشد الرحال للأقصى، نبوية مستمرة في جميع الأحول، لما لها من فوائد، مُردفاً: "شد الرحال للأقصى يؤدي إلى إعماره بالمسلمين وفيه أيضاً فوائد دينية للمسلم المرابط وكذلك فوائد دنيونية".
وختم حسين، حديثه بتجديد التأكيد على أنّ المسجد الأقصى المبارك إسلامياً خالصاً للمسلمين وحدهم، وأنَّ أيّ اقتحام له من الجماعات الاستيطانية مرفوض جملةً وتفصيلاً.
وكانت مصادر صحفية، قد كشفت أنّه منذ ساعات الصباح الباكر، بدأت مجموعات من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك في القدس، وسط تأمين عناصر شرطة الاحتلال الحماية لهم وانتشارها في الباحات.
وبيّنت أنَّ العشرات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات كبيرة، بعد فتح "باب المغاربة" عند الساعة السابعة صباحاً، وهو الخاضع لسيطرة شرطة الاحتلال بشكل كامل.
وأشارت إلى أنّهم انتهكوا حرمة المسجد من خلال صلواتهم واحتفالهم في عيدهم العبري "المساخر" أو ما يُطلقون عليه "البوريم".
وأوضحت أنَّ عددًا منهم اقتحموا المسجد بلباسهم التوراتي، كما يفعلون عادة في أعيادهم العبرية، في استفزاز للمصلين المتواجدين في المسجد الأقصى والذين ضيّقت شرطة الاحتلال على دخولهم ووصولهم إليه، عبر تفتيشهم واحتجاز هوياتهم.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد عز غوارية من مدينة أم الفحم خلال تواجده في المسجد الأقصى، تزامنًا مع اقتحام سبعين مستوطنًا لباحاته خلال ساعات الصباح.
وفي وقتٍ سابق دعت جماعات “الهيكل” المزعوم، مناصريها من المستوطنين لاقتحام الأقصى، اليوم الخميس، احتفالاً بالمساخر أو ما يُعرف بـ”البوريم”.
وقالت في تلك الدعوات: "في عيد المساخر نصعد إلى جبل الهيكل لنشكر الرب على المعجزة ونكرس أنفسنا لبناء الهيكل من جديد"، كما ستُحاول جماعات “الهيكل” إدخال الكعك الخاص بالعيد والملابس التنكرية إلى داخل المسجد الأقصى في هذا اليوم.
يُذكر أنَّ المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى خلال فترتين؛ الأولى صباحًا، والثانية ظهرًا، حيث تؤمن شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة المدججة بالسلاح الحماية الكاملة لهم.