من هو مجرم الحرب؟!

لقطة الشاشة 2022-03-19 100250.png
حجم الخط

بقلم: محمد النوباني

 

هل هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتجنب ممارسة سياسة الأرض المحروقة في اوكرانيا لكي لا توقع قواته خسائر في صفوف المدنيين الاوكرانيين؟ رغم أن ذلك يطيل من أمد الحرب ويوقع خسائر بشرية ومادية لا يستهان بها في صفوف قواته.
أم هل هو السيناتور الديمقراطي السابق ،والرئيس الحالي للولايات المتحدة الاميركية، جو بايدن؟ الذي أعطى الغطاء للرئيس الاميركي الأسبق جورج دبليو بوش لكي يشن حربه العدوانية على العراق عام ٢٠٠٣، والتي ادت إلى إستشهاد أكثر من مليون مواطن عراقي وإيجاد شرخ بين مكونات الشعب العراقي وخلق ظاهرة “داعش” الارهابية،رغم انه كان يعلم بأنها حرباً عدوانية شنت من أجل سرقة ونهب نفط وذهب وخيرات العراق وليس من اجل تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل التي كان يعلم بأنها مجرد أكذوبة وذريعة لتبرير العدوان.
إنه قطعاً جو بايدن الذي يواصل ايضاً منذ أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة الاميركية قبل أكثر من عام، احتلال العراق واجزاء من سوريا ودعم الحرب العدوانية التي تشنها السعودية والإمارات على اليمن وإرتكاب أفظع جرائم القتل بحجة محاربة الإرهاب، بينما هو يفعل ذلك من أجل سرقة النفط والغاز وحماية إسرائيل.
وفي هذا الإتجاه فقد اصاب الفيلسوف والمفكر وعالم اللغويات الاميركي ناعوم تشومسكي، عندما كتب قبل عدة سنوات بأن هناك اساسا قانونيا لاتهام كل رؤساء أميركا الذين تعاقبوا على الحكم منذ الحرب العالمية الثانية، على الاقل، اي منذ هاري ترومان الذي جرب القنابل النووية على المدنيين اليابانيين، وحتى اليوم بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وسوق الأحياء منهم إلى محكمة الجنايات الدولية.
وفي الختام، فإن دولة مثل اميركا قامت على انقاض الهنود الحمر وعلى احتلال واحتلال اراضي الغير، ومارست سياسة الأرض المحروقة في فيتنام ولاوس وكمبوديا واستخدمت الأسلحة المحرمة دولياً في حروبها ضد الآخرين مثل المادة البرتقالية والنابالم في فيتنام، واليورانيوم المستنفد ضد الشعب العراقي والفوسفور الابيض ضد الشعب السوري، ودعمت ولا زالت الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، لا يمكن ان تسمح لمن يحكمها، الا ان يكون مجرماً على شاكلتها ومخلصاً لقيمها.