يعيش المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة حالة من الركود والتيه والضياع وفئة الشباب على وجه الخصوص تعيش أزمة اقتصادية ومعنوية واجتماعية ، لما كان للجرائم الإسرائيلية المتتالية بحق أبناء شعبنا من أثر بالغ في تدمير النسيج المجتمعي ، وخلق حالة من انعدام الثقة لدى معظم الشباب والشابات في ظل حصار غاشم يطال كافة مناحي الحياة وتضييق مستمر يسد الأفاق .
ومنذ إندلاع الصراع بين حركتي فتح وحماس في عام 2007 وحتى اليوم وتتوالى الأجيال من عام الى عام دون أفاق في ظل مستقبل مجهول ، أصبح الشاب الفلسطيني عاجزاً غير قادرٍ على بناء ذاته وتكوين نفسه ، لقد بات الشاب يعي تمام الوعي أنه سيتخرج من جامعته دون أن يعرف مستقبله بل بات متيقناً أنه سينهي دراسته الجامعية ليلتحق بركب البطالة .
وأمام هذا الصراع المستمر أصبح الشاب الفلسطيني رهيناً للأزمات المتتالية ، لدرجة أن وصلنا للحد الأقصى من اليأس وفقدان الأمل من الحاضر والمستقبل ، وقياداتنا تعيش حالة من الترف وانعدام المسؤولية أمام شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع و حالة من التدهور المجتمعي .
من المسؤول عن تيه فئة الشباب أمام تخلي الجميع عن مسؤولياته ، وقد أصبحت قياداتنا تعمل من أجل شخصها ومجدها الزائل ، وتتنكر لشعبها فكيف لمسؤول فلسطيني كان في أي منصب أن يوصد أبوابه في وجه شعبه ، كيف لعضو برلماني فلسطيني أن يرد بصوت مرتفع في وجه صحفي "يسعى لأن يُظهر الحقيقة لشعبه " ، ألم يوصلك لهذا المنصب ذاك الصحفي والطبيب والعامل والنجار الخ ، لكي تدافع عن حقه وليس لأن تهدره وترفع صوتك به.
لن أستثني أحداً من المسؤولية بدءاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وانتهاءاً بأصغر مسؤول فلسطيني "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" ، فجميع قياداتنا وفصائلنا مسؤولة عن هذا الوضع القاتم والمؤلم.
فالمشهد الفلسطيني لا يحتاج للتعمق والتفكر كثيراً ، فأبسط المؤشرات تدل على حالة ضياع شعب بأكلمه بين طرفي النزاع ، والمؤسف حقاً أننا بتنا على يقين تام أن المشهد السياسي وحالة الركود الاقتصادي والتفسخ الاجتماعي لن تتغير ، ولن يكترث لهذه المناشدات أحد ، ولن يلتفت أحداً لتطلعات شعب يريد أن يعيش بأمن وسلام .