قال محافظ محافظة غزّة، إبراهيم أبو النجا، إنَّ فوز حركة فتح في الجولة الثانية من الانتخابات المحلية ليس مُستغرباً، نظراص لما تمتلكه الحركة من تاريخ نضالي، كونها مُفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي لا يُنكر أحد لها ذلك، مُشدّداً في ذات الوقت على أنَّ حركة فتح تُصر دائماً على أنّ تُجرى الانتخابات في وقتها لتجديد الشرعيات أمام العالم، وهو الأمر الذي أكّدته المراسيم التي أصدرها الرئيس محمود عباس، وآخرها إجراء الانتخابات المحلية.
وأضاف أبو النجا، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ ما يهم حركة فتح هو إجراء الانتخابات، وإعطاء شعبنا حرية اختيار من يُمثله"، لافتاً إلى أنَّ حركة فتح ترفض التعيين؛ لذلك تحرص على إجراء الانتخابات المحلية بمراحلها الأولي والثانية والمشاركة بفعالية كبيرة.
وتابع: "النتائج مقبولة ويجب احترامها لأنّ هناك من حصل على أصوات الناخبين والبعض الآخر لم يحصد أيّ أصوات، وهذه الديمقراطية الحقيقة، لأنَّ البلديات هي الحكم المحلي التي تحظي باهتمام شعبنا والعالم أجمع".
وبالحديث عن موقف فتح من عدم إجراء الانتخابات المحلية في غزّة، تساءل أبو النجا: "ما المانع الذي يحول دون إجراء الانتخابات المحلية في غزّة؟"، مُردفاً: "رغم الحصار الإسرائيلي المفروض على مدن الضفة الغربية وإغلاق الطرقات، تم إجراء الانتخابات في الضفة وهي إشارة بضرورة إجرائها في غزّة".
وأكمل: "استمرار تعطيل الانتخابات المحلية في غزّة، يعني أنّنا أمام العالم لسنا جديرين بأنّ يكون لنا كيان؛ لأنَّ العالم لا يحترم إلا المُنتخب"، مُشيراً إلى أنَّ البلديات لها أهمية كبيرة لدى العالم؛ وينتظرها عمل كبير من حيث التآخي مع البلديات الأجنبية، حيث إنَّ الكثير من رؤساء العالم كانوا رؤساء بلديات ومنهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وأكّد على أنَّ البلديات بمثابة حكومات مُصغرة، لذلك لابُد من إجراء الانتخابات فيها لتمارس مهامها كافة، ومن أجل كسب رضا العالم والحصول على دعمه، مُوضحاً أنَّ بلديات غزّة بحاجة إلى نهضة ودعم كبير من خلال الاتفاق مع بلديات العالم.
وعن البدائل أمام سكان غزّة لتجديد شرعية البلديات في ظل تعطيل العملية الانتخابية، بيّن أبو النجا، أنّه لا توجد بدائل للانتخابات، وإلا فستبقى البلديات مُدمرة ولا تحظى باعتراف أو دعم العالم.
أما عن عدم جدية الرئيس محمود عباس بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية من خلال تأجيلها حتى إشعارٍ آخر في 30 إبريل الماضي، والاكتفاء بالانتخابات المحلية، قال أبو النجا: "إنَّ الرئيس لم يُلغِ الانتخابات لكِنه قرر تأجيلها نتيجة عدم إرغام العالم الإسرائيليين على إجراء الانتخابات في القدس".
وختم أبو النجا حديثه، بالقول: "الإسرائيليون حريصون على عدم إجراء الانتخابات في القدس، وبالتالي لا يُمكن أنّ نُعطي لهم الحق في منع إجراء الانتخابات في القدس المحتلة؛ باعتبارها حق لنا كفلسطينيين".