دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الخميس، إلى قراءة ما يجري على الأرض الفلسطينية من تطورات ووقائع ذات أبعاد تاريخية، تقدم لمرحلة جديدة من مراحل النضال الوطني الفلسطيني، من شأنها أن تكون أكثر سخونة، سيقدم فيها شعبنا تضحياته النضالية، لكنه سيقطف حتماً نتائج التضحيات بإلحاق الهزيمة بمشروع الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الصهيوني.
وقالت الجبهة في بيان صحفي ورد وكالة "خبر" نسخة عنه، إن العمليات البطولية في جناحي الوطن (مناطق الـ 48+مناطق 67) على أيدي أبطال مقاومين من الشعب الواحد، باتت تشكل مقدمة لظاهرة سياسية وطنية هي واحدة من ثمار معركة القدس المجيدة، التي أزالت الحواجز المصطنعة، ووحدت شعبنا تحت سقف سياسي واحد، هو منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامج واحد، هو برنامج العودة تقرير المصير والاستقلال والسيادة، وفوز أهلنا في الـ 48 بحقوقهم القومية كاملة، والمساواة في المواطنة دون أي شكل من أشكال التمييز العنصري.
وأضفت الجبهة: أما مسيرة يوم الأرض في الـ 48، والمهرجان الشعبي الكبير الذي أقيم في دير حنا، في الجليل الفلسطيني، فقد شكل العنوان الأبرز لفعاليات إحياء يوم الأرض في ذكراه الـ46، ما يعيد تقديم أهلنا في الخارطة النضالية، جبهة نضالية متقدمة، تلتحم مع باقي الجبهات النضالية في الضفة، (وفي القلب منها القدس) والقطاع وفي مناطق اللجوء والشتات، ما يدفع سلطات الاحتلال لإعادة صياغة استراتيجيتها باعتبار أهلنا الفلسطينيين العرب في إسرائيل هم الخطر الداهم على الدول العنصرية.
وتابعت أن هذا المشهد الفلسطيني الناهض، يدعونا جميعاً، وفي المقدمة القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية، إلى قراءة الواقع على حقيقته. فطريق المفاوضات المبنية على أوهام حل الدولتين، وأوهام دور للرباعية الدولية، بات مغلقاً بالعوامل الدولية والإقليمية شديدة التعقيد، ومرشحة مع الأيام القادمة لتزداد تعقيداً. وبالتالي لم يعد أمام الحالة الوطنية الفلسطينية سوى خيار التوحد حول قرارات الوفاق الوطني، كما أقرها مجلسنا الوطني (2018) ومجلسنا المركزي (2022) ومخرجات اجتماع الأمناء العامين في رام الله – بيروت (3/9/2021) وقرارات التوافق الوطني في 19/5/2021.
وأردفت أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تدعو للعودة إلى الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، لإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الداخلية وتشكيل المركز القيادي الموحد للمقاومة الشعبية الشاملة، والتوافق على استراتيجية وطنية كفاحية، تتوحد حولها القوى الوطنية والإسلامية كافة.
وختمت الجبهة مؤكدة على أن مبادرتها لإنهاء الانقسام وإنهاء الهيمنة والتفرد، مازالت مطروحة على طاولة الحوار إلى جانب باقي الرؤى وأوراق العمل النظيرة، مشددة على أن التباعد وتعميق مساحة الانقسام، والحديث عما يسمى «الفرز السياسي»، ليس من شأنه سوى الاسهام في تمزيق الصف الوطني، وزيادة الأجواء الوطنية تعكيراً، ما يبدد تضحيات شعبنا ونضاله.