وضع رئيس سلطة المياه مازن غنيم، اليوم الخميس، في دير البلح وسط قطاع غزة، حجر الأساس لمشروع إعادة هيكلة نظام توزيع المياه ضمن الأعمال المصاحبة لمحطة التحلية المركزية في المحافظة الوسطى.
ومن المقرر، أنّ يخدم المشروع أكثر من 300 ألف نسمة في المحافظة، وتنفذه سلطة المياه بتمويل من البنك الدولي بتكلفة تزيد عن 6 ملايين دولار.
وشارك في وضع حجر الأساس: رئيس مصلحة مياه بلديات الساحل ماجد أبو رمضان، وممثل البنك الدولي دينيس جوردي، ورؤساء بلديات المحافظة الوسطى، وذلك في خزان البركة غرب دير البلح، الذي سيكون ضمن الخزانات التي ستستفيد من مخرجات المرحلة الأولى من المشروع.
وأكّد غنيم، أنّ قضية المياه تشكّل تحديًا حقيقيًا وبالغ الأهمية في فلسطين، فالاحتلال وممارساته على الأرض هما السبب في الأزمة المائية التي وصلت حدًا بالغ الخطورة يومًا بعد يوم نتيجة السيطرة الإسرائيلية على المصادر المائية الفلسطينية، ما انعكس سلبًا على كميات المياه المتوفرة.
ونوّه إلى أنّ الأزمة تتعاظم في ظل تزايد الاحتياجات بشكل مستمر بتزايد التطور والتقدم العمراني والإنساني، موضحًا أن الأزمة في غزة تأخذ بعدًا استثنائيًا أمام ما وصلت إليه قبل عدة سنوات من منحنى خطير جدًا، حيث شهد الخزان الجوفي استنزافًا حادًا ارتفعت على إثره معدلات التلوث والملوحة.
وتابع: "هذا ما استوجب بذل جهود كبيرة واستثنائية في السنوات القليلة الماضية من أجل إخراج غزة من دائرة الخطر والفقر المائي، حيث كان لغزة ضمن خطط سلطة المياه الحصة الأكبر في العديد من المشاريع الحيوية، والتي أسهمت بشكل نوعي في تحسين خدمات المياه والصرف الصحي المقدمة للمواطنين".
وأثنى على جهود الشركاء المحليين والدوليين، وأشاد بالجهات الداعمة لإيمانهم ودعمهم المتواصل لمشاريع المياه والصرف الصحي في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، فعلى مدار السنوات الأخيرة بلغت قيمة الاستثمارات نحو 800 مليون دولار، وسيرتفع هذا المبلغ مع إطلاق مشاريع جديدة.
وأعلن غنيم أن الفترة المقبلة ستشهد إطلاق المشاريع الثلاثة المتبقية من مشروع الأعمال المصاحبة للمرحلة الأولى، التي تشمل الخط الناقل الجنوبي وتوابعه بقيمة 25 مليون دولار، ومحطة الضخ المركزية والخزانات الرئيسية في خان يونس ورفح بحوالي 18 مليون دولار، ويأتي المشروعان بدعم من الصندوق الكويتي، إضافة إلى مشروع إعادة تأهيل شبكات الجنوب بتمويل من البنك الدولي بحوالي 25 مليون دولار، ما سيوفر مياها صالحة للشرب لحوالي مليون نسمة.
من جانبه، قال أبو رمضان إن وضع حجر الأساس لهذا المشروع سيعطي دفعة أكبر لتحسين خدمات المياه في قطاع غزة، وخاصة في المنطقة الوسطى، إضافة إلى التأسيس لمزيد من التقدم وتوسيع دائرة التغطية لإمدادات المياه، فيما تسعى مصلحة المياه إلى تعزيز جهودها وتطوير قدراتها بما ينعكس على خدمة المواطن إيجابًا.
وشكر أبو رمضان البنك الدولي والجهات المانحة لمشاريع المياه والصرف الصحي، والتي تركت أثرًا في المواطنين من خلال المشاريع التي لامست حياتهم، وساهمت بالتخفيف من تداعيات الأزمة المائية، وسط جهود مستمرة لإنهائها، والبناء على ما أنجز لخلق تنمية حقيقية في هذا القطاع الحيوي.
بدوره، تطرق جوردي في كلمته إلى التعاون البنّاء على مدار سنوات مع سلطة المياه، مثمنًا الإنجازات التي انبثقت عن هذا التعاون المهم في سبيل تنفيذ مشاريع بنية تحتية وتطوير مرافق المياه والصرف الصحي في القطاع على نحو إستراتيجي للمساعدة في حل أزمة المياه الخانقة، والوصول إلى تحقيق متطلبات الأمن المائي لأكثر من مليوني مواطن.
وقال جوردي إن البنك الدولي يسعى من خلال دعمه إلى توفير بيئة داعمة للتنمية في مجال المياه لتوفير فرص أفضل للسكان اليوم ومستقبلاً، من خلال استثمارات لتوفير الموارد المائية اللازمة لتغطية احتياجات السكان، وفتح المجال بشكل أوسع نحو الاستدامة في التشغيل والصيانة وبناء القدرات والعمل المؤسسي المتقدم للقيام بالمهام المطلوبة.
ويشكّل المشروع جزءا من الأعمال المصاحبة للمشروع المائي الأضخم في فلسطين "برنامج محطة التحلية المركزية"، ويتكون من إعادة تشكيل أنظمة توزيع المياه القائمة، وتأهيل 25 بئرًا و7 خزانات قائمة، إلى جانب وصل هذه الآبار بالخزانات المؤهلة، إضافة لجميع الأعمال التي ستؤدي إلى إنشاء نظام تزود مائي متكامل.