أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، بيانًا صحفيًا بمناسبة يوم الصحة العالمي، الذي يصادف في السابع من أبريل من كل عام.
وقالت الصحة في بيانٍ صدر عنها: "في الوقت الذي يتداعى فيه العالم للبحث في تصويب السلوك البشري تجاه البيئة والحد من مخاطر التلوث، وتطبيق البروتوكولات التي توحد تلك الجهود للإبقاء على رئة العالم نقية من عديد الانبعاثات التي تتسببت في زيادة حجم التحديات أمام المنظومات الصحية العالمية، تنتشر الأمراض التي تتسبب بوفاة نحو 4 ملايين شخص حل العالم كل عام بفعل تلوث الهواء، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية".
وتابعت: "باستطلاع سريع لما يتعرض له قطاع غزّة من تحديات كارثية تسبب بها طول أمد الحصار وممارسات الاحتلال في خنق كافة شرايين الحياة والاطباق على كل ما من شأنه أنّ يكون سببًا في الإبقاء على مقومات الحياة ولو بحدها الضئيل، فما أنّ ينقشع غبار الاعتداءات الإسرائيلية عن غزّة حتى يبدأ فصلاً مظلمًا من المعاناة جراء تضرر البنية التحتية وتعطل شبكات الصرف الصحي وشبكات الكهرباء ومصادر المياه ومعالجة النفايات الصلبة، والتي جميعها وبعيد كل عدوان تحتاج التدخل العاجل لإعادة تأهيلها، بل هي اليوم في وضع ينبئ بالأخطر".
وأردفت: "لقد حول الاحتلال الإسرائيلي وحصاره المستمر لأكثر من 15 عامًا قطاع غزّة إلى بقعة جغرافية ترزح تحت مسببات التلوث البيئي ووضع المنظومة الصحية أمام تحديات جمة ليس أقلها حرمان المرضى من 47% من الأدوية الأساسية و21 % من المستهلكات الطبية و60 % من لوازم المختبرات ونقص حاد في مواد الفحص في مختبر الصحة العامة".
وأشارت إلى أنّ الحصار حرم 40 % من المرضى من مغادرة قطاع غزّة للحصول على العلاج والذي تسبب في وفاة المئات منهم خلال سنوات الحصارالذي أدى إلى وفاة 3000 مريض من أصل 8000 مريض بالسرطان، إضافةً إلى منع الاحتلال للأجهزة الطبية.
وأكّدت الوزارة على أنّها تعمل بكل طاقتها إلى جانب القطاعات الحكومية الأخرى ذات العلاقة للتخفيف من وطأة ما يسببه الحصار وقلة الإمكانيات والحرمان من المشاريع الإستراتيجية التي تخلص قطاع غزّة من الحلول الإسعافية المؤقتة التي تتصدع مع تزايد التحديات والنمو السكاني الذي يزيد اليوم عن 2 مليون نسمة.
وأوضحت أنّ 80% من سكان قطاع غزّة يعتمد على المساعدات الإنسانية لافتةً إلى أنّ معدلات البطالة والفقر تجاوزت الـ60%، في حين أنّ 62% من السكان لا يستطيعون شراء الغذاء الصحي.
واستكملت: "لقد بذلنا الجهد الكثير للدفع بالمؤشرات الصحية نحو مستويات متقدمة، ومعالجة المسببات البيئية التي تقف خلف عديد الأمراض الناتجة عن التلوث كالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والسكتات الدماغية".
وأضافت: "نحن نحيي هذا اليوم تحت شعار كوكبنا صحتنا، والعالم لم يتعافى بعد من جائحة كوفيد 19 التي اجتاحت العالم مدخلة إياه في تحدي هو الأخطر بفعل الممارسات الخاطئة تجاه البيئة، وقد دفعنا بكل إمكانياتنا المحدودة بفعل الحصار لتجنيب المجتمع التبعات الخطيرة للجائحة".
وذكرت أنّ المؤشرات الصحية في قطاع غزّة أظهرت حجم الجهد الذي بذلتها الطواقم الطبية للتخفيف من وطأة الجائحة على المجتمع، مُردفةً: "نُجدد نداءنا إلى العالم بأنّ قطاع غزّة بات أحوج إلى خطوات طارئة وعاجلة لحماية الواقع الصحي والبيئي".
واستعرضت الصحة أنّ أهم تلك الخطوات هي رفع الحصار عن غزّة، والسماح بتدفق المقومات الصحية لتحسين وتطوير الخدمات المقدمة للمرضى، خاصةً مرضى السرطان وأمراض الدم.
واستطردت: "استطاعت وزارة الصحة مع الجامعة الإسلامية والمجتمع المحلي في تحقيق حلم كان بعيد المنال بوجود مركز فندقي متخصص جامع لكل الخدمات الممكنة والطاقات الطبية لهذه الفئة الهشة التي لازالت تحتاج إلى تظافر جهود الجميع وضمان وصول الأدوية وتوفير خدمات الإشعاع والمسح الذري للتخفيف من معاناتهم، بالإضافة للمشاريع البئية التي يتعطش لها قطاع غزّة لتحسين مصادر المياه، خاصةً أنّ التقارير الدولية ذكرت أنّ مياه قطاع غزّة لن تكون صالحة للشرب بحلول هذا العام 2022، ما أجبر السكان على شراء مياه الشرب".
وأضافت: "إبقاء الحصار على القطاع واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية عليه بكل ما يلقيه الاحتلال من أسلحة فتاكة لا يترك مجالا للتنبؤ بما هو مقبل على غزّة المحاصرة".
وختمت الصحة بيانها بالقول: "في هذا اليوم نبرق بالتحية لكافة الطواقم الطبية والتمريضية والفنية والإدارية العاملة في وزارة الصحة والقطاع الصحي الذين يعملون في ظروف استثنائية قاسية ويبذلون الجهد المتواصل على مدار الساعة للتخفيف عن مرضانا وحماية شعبنا من الأوبئة والأمراض".