يحاول الكثير من الأعداء، ومن الأصدقاء للأسف، ان يفرق بين ما يسمى شطري الوطن، إن كان ما يسمى الضفة وقطاع غزة او الخط الأخضر، وان يفصل الشعب الفلسطيني الى قسمين، اي الضفة وغزة وداخل الوطن، وهذا مستحيل لأن الشعب الفلسطيني واحد منذ الازل.
ان العمليات الاخيرة برهنت للعالم أجمع ان الشعب الفلسطيني واحد من اصل كنعاني، وهذا ما أكده النبي حزقيال في سفره، اذ قال (هذه الارض كنعانية ابوها اموري اي البحر الابيض المتوسط وامها حثية)، والذي لا يفهم هذا يكون جاهلا تاريخيا وسياسيا.
الجميع من الغرب والشرق يحاول قلب الامور بقوة السلاح، اي ان القوة هي التي تقرر مصير الشعوب، وهذا خطأ. ولا بد ان يفهم المحتل والعدو الامريكي والجاهلة بيلوسي ان الشعب الفلسطيني اينما كان جميعه محتل بقوة سلاح الغرب وجهل البعض من الاهل.
ان قرار مجلس الأمن الذي هو من عدة بنود، واهم بند هو انسحاب المحتل من جميع الأراضي المحتلة في العام ١٩٦٧م حسب القرار ٢٤٢، ولغاية يومنا هذا زادت اسرائيل من احتلالها في الضفة والاغوار، وضمت الجولان، اي ان المحتل له قوانينه الخاصة بمصلحته، وسكوت امريكا والغرب على افعاله غير القانونية زاده غطرسة وعنجهية.
لقد قبلت واعترفت منظمة التحرير بدولة اسرائيل مقابل اعتراف المحتل بمنظمة التحرير، وفي العام ١٩٩٣م، وفي البيت الابيض وقعت منظمة التحرير والمحتل على اتفاقية مؤقتة من عدة بنود اهمها ان قطاع غزة وباقي الوطن الفلسطيني أرض وتراب واحد لا يتجزأ.
أما باقي البنود المهمة كالقدس والحدود تم تأجيلها، اي ان المنظمة كانت سخية بإعطاء المحتل ٧٨ بالمائة من فلسطين التاريخية. (هذا قرار منظمة التحرير وليس الشعب الفلسطيني)، وبما ان المحتل لم ينفذ هذا القرار فمن حق منظمة التحرير ان تسحب هذا القرار وتنضم لقرار الشعب الذي لا يعترف بهذه الدولة الشريرة التي اخترعها الغرب.
جميع بنود الاتفاق لم تذكر ابدا تقسيم الشعب الفلسطيني الى عدة شعوب، ولا يحق لاي أحد تقسيم الشعب الفلسطيني.
اللاجئون من يافا الى غزة او الضفة هم شعب واحد، ولا يوجد اي قانون يقبل بفصل اليافاوي عن اصله او اهله في يافا، فالسلاح هو قانون المجرمين كأمريكا وبريطانيا والغرب، لان السلاح لا يستطيع محو سلاح الأصل مهما طال الزمن.
المشكله الحقيقية بيننا وبين المحتل ومن يؤيد المحتل، هي انهم يحاولون علاج المشكلة كمشكلة أمن، بينما المشكلة الحقيقية هي سياسية بامتياز، شعب معروفة أرضه وحدودها منذ الازل، ومحتل والغرب يريدون تحويلها الى أمن.
فليطمئن المحتل أنه لا سلاحه ولا طائراته ولا قنابله الذرية تستطيع حل المشكلة بجيوشه وسلاحه، او دعم الغرب والشرق بقيادة امريكا الاستعمارية تسطيع حل المشكلة بالسلاح.
الشعب الفلسطيني له أرض واحدة هي فلسطين، اما المحتل له عدة دول يستطيع ان يعيش فيها بكرامة وسلام.
الفلسطيني الذي يستشهد في القدس مثل الفلسطيني الذي يستشهد في جميع الاراضي الفلسطينية، هذا هو الواقع والمبدأ الذي لا يستطيع أي فلسطيني ان يحيد عنه.
إن المحتل يوقع ولا ينفذ، واختراع قانون الغائبين هو فاشل، لان هذا القانون سرقة كاملة الأركان.
الحمد لله، تبين لنا أن أولادنا وأحفادنا متمسكون بأرض الوطن أكثر بكثير من جيل الأجداد والآباء، وهذا من فضل الله تعالى والتربية البيتية، وباقون على العهد مهما طال الزمن. والعمليتان داخل الخط الاخضر، كما يسمونه، دليل قاطع كي يعرف المحتل ومن ورائه زعيمة الاستعمار أمريكا، بانه لا توجد اي قوة في العالم تفصل شعب فلسطين. والزمن كفيل بحل هذه المهزلة، والله المستعان.