بعد أربع سنوات من جمود وصل حد القطيعة بين الجمهورية الإسلامية في إيران وحركة حماس، إثر الخلاف الذي تبع خروج الأخيرة من العاصمة السورية دمشق في مطلع العام 2012 ، واختيارها قطر مقراً لمكتبها السياسي ، الذي أكد لاحقاً انحياز الحركة للحليف المعادي لمحور المقاومة .
وعلى وقع التغيرات الإقليمية الأخيرة التي تلت اسقاط تركيا لطائرة السوخوي الروسية ، واتجاه الرئيس اردوغان للمصالحة مع (إسرائيل) بعد أن حرقت سياسات الرجل مراكبه مع دول الجوار ، وأضحى واقع " صفر الأصدقاء" بديلاً لـ "صفر المشكلات" ، تبدو الأحداث المتسارعة عاملاً دافعاً للسعي لكسر الجمود الذي يلف العلاقات الحمساوية الإيرانية .
مصادر واسعة الاطلاع أكدت أن وفداً رفيع المستوى من "حماس" حطت طائرته في مطار الإمام الخميني بتاريخ 22/12/2015 في زيارة غير معلنة ، ودخل الوفد في مباحثات مكثفة ترعاها كبار الشخصيات في الحرس الثوري الإيراني، تهدف إلي إعادة العلاقات إلى عهدها السابق .
المصادر ذاتها أكدت أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ترأس الوفد شخصياً، وأن الحديث يدور عن إعادة العلاقات بأعلى المستويات السياسية. لكن من غير المعروف حتى اللحظة إذا ما كان جلوس "مشعل" مع مرشد الثورة مقرراً في جدول الزيارة .
المعلومات المتوفرة تؤكد أن الاتفاق التركي الإسرائيلي وما ترتب عليه، هو ما سرّع في توجه الحركة الإخوانية لطرق الأبواب الإيرانية من جديد، حيث تعهدت تركيا بموجب الاتفاق على عدم السماح لأي عنصر يحمل صفة "مقاوم" في البقاء على الأراضي التركية، وكان طرد " صالح العاروري " أحد الملامح الأولى للاتفاق .
ومن الجدير ذكره أن الدعم الإيراني لـ "حماس" وصل إلى أدني مستوياته، فيما وصلت العلاقات السياسية إلى حد القطيعة، فيما أبقت "إيران" على استمرار الدعم لكتائب القسام الجناح العسكري للحركة .