إشراك الأطفال في أعمال المنزل وتلبية ما يحتاج إليه أفراد العائلة، أو تقديم يد المساعدة عند إعداد الطعام وتحضيره أمر ضروري، وخير ما يظهر جمال هذا السلوك في شهر رمضان الفضيل؛ حيث يجتمع أفراد الأسرة مرتين في اليوم الواحد، الفطور والسحور، ولا يقتصر الأمر على مجرد التعاون والمساعدة، بقدر ما تغرس تلك العادة.. مهارات جديدة بالطفل، وقيم إنسانية محببة.. وسلوكيات تصبح بعد فترة عادات تلازم الطفل حتى يشب.
مشاركة طفلك في رمضان..محطة تدريب
- نعم تلك المساعدة ستكون أشبه بمحطة تدريبية على إدارة الأمور، وعلى التربية الصحية والتسلسل، كما تضمن تعليم المهارات الأساسية للطفل في الطبخ، والاعتماد على النفس بقضايا الابن أو الابنة الأساسية.
- هذه الأوقات ستقوم بتعليم الأطفال بعض القيم، أو حل مشاكل كبيرة تعترضهم، وستتضمن إرسال رسائل غير مباشرة في هذا الوقت من الآباء لأطفالهم، بدلاً من الجلسات الوعظية المباشرة.
- مشاركة الابن في إعداد الفطور بشهر رمضان، ستقوم بتغيير المفهوم السائد في المجتمعات العربية؛ بأن الطبخ مسؤولية الفتاة فقط، وهذه الطريقة ستغرس في الأطفال أيضاً معاني المسؤولية وتحبذهم في العمل الجماعي.
- يجب تقسيم المهام في المطبخ وتوزيعها بشكل يتماشى مع شخصية الطفل؛ فمثلاً يمكن إعطاء الطفل الصغير فوطة، ليمسح طاولة المطبخ كلما اتسخت، أو تسليمه إسفنجة الغسيل، أو إعطائه الأواني الآمنة؛ ليشعر بأن لوجوده أهمية مما يسهل عملية الطبخ على والدته.
خطوات لإشراك الطفل في المطبخ
- أولى الخطوات..جلب كؤوس المياه إلى الطاولة أو إحضار الخبز ورص الملاعق، ما يعني اهتماماً بالآخرين والرغبة في مساعدتهم وتهيئة جو أسري محبّب.
- وفي حال كبر الطفل تكبر المسؤولية عليه في إعداد الطعام، وهذا السلوك إن مارسَتْه العائلات سيكتسب الأطفال خبرات حياتية يصعُب تعلّمها في مكان آخر.
- وثاني الخطوات.. وحتى يستمر الطفل في المشاركة، على الآباء توفير عنصر الأمان داخل المطبخ، وإبعاد الطفل عن منطقة الخطر؛ مثل أهمية تعليمه كيفية استخدام السكين بعد سن السادسة أو السابعة؛ وطريقة التعامل مع الأدوات الحادّة واستخدامها بأمان.
- والخطوة الأخيرة.. أن كل هذه الخطوات ستساعد وتحفّز الطفل على المشاركة بالمطبخ في إعداد الفطور.. إضافة إلى تعزيز صحة الطفل نفسه بالشكل الذي يرضيكِ ويسعدكِ كأم، ويطمئنك على حالتهم الجسمانية والعقلية.
-
أهمية مشاركة أطفالك في تحضير فطور رمضان
- مشاركة أطفالك في طهي الطعام تساعد على اختيار الأطعمة الصحية والابتعاد عن المأكولات المضرّة.
- معرفة الطفل بما يدخل في كل طبق تجعله مدركاً لما يحويه الطعام، مثل القول.. إنكم تضيفون خضاراً نظراً لغناها بالفيتامينات والمعادن، يساعد الطفل على أن يتذكر ويتعرف على القيمة الغذائية للوجبة.
- المشاركة في الطهو وتحضير الفطور على السُفرة، ليست فرصة لتعليم الطفل فحسب بل تساعد الأهل على التقرّب أكثر من أطفالهم، وقضاء وقت مفيد معهم؛ بحيث تشعرون- جميع أفراد الأسرة- بالفخر لدى تناولكم الوجبة التي تشاركتم في تحضيرها.
- لا تقتصر فائدة المشاركة على الناحية الغذائية والصحية فقط، إذ إنها تؤدي دوراً في تعزيز القدرات التعليمية للطفل، وبالأخص في الرياضيات، فهو يجعل أطفالكم طلاباً أفضل في المدرسة وخارجها.
مشاركة طفلك تعلّمه الحساب والصبر
- الأمر ليس غريباً، فالطاهي عليه أن يسجّل ويحسب الوقت، فانتظار نضوج الكعكة مثلاً يتيح للطفل الانتباه للمقادير والإعداد، ويعلّمه الصبر على ما سيكون عليه شكل الكعكة النهائي، وبهذا يؤدي الطهو دوراً إيجابياً في تنمية مواهب الأطفال وتحسين أدائهم المدرسي.
- قومي بدعوة طفلك ليشاركك إعداد وجبة؛ فلن يشعر بأنها مهمة صعبة، بل سيستمتع داخل المطبخ وهو بجانبك باستخدام المواد الخام وأواني الطعام، وعملية المشاركة ستعلّمه مفاهيم رياضية وحسابية، وستحسن لديه مهارات القراءة والإبداع وقواعد السلامة، وأساسيات التغذية.
- اعرضي على طفلك، أن يساعدك في إعداد الفواكه والخضراوات للطهي؛ بغسل الفواكه والخضراوات في الحوض مثلاً، بتقسيم الخس للسلطة، بإعداد أدوات السُفرة وإعدادها للفطور.
اطلبي من طفلتك مشاركتك إعداد الفطور..فتُنمّي مهاراتها
- وهنا ينصح الخبراء باستغلال فرحة رمضان وانتظار التجمع العائلي على الفطور أو السحور.. بأن يترك الطفل ليستمتع بالمشاركة في الطبخ من حين لآخر تحت مراقبتنا.
- بأن يقوموا بتحضير وصفات بسيطة وسريعة، باستخدام البيض والجبن والخضراوات والفواكه، وهي طريقة ناجحة جداً في حثهم على المشاركة، وتنمية بعض المهارات لديهم.. كخدمة الآخرين، وتقديم يد المساعدة، وإدراك معنى المشاركة الجماعية في المناسبة الجميلة.