"صرخة أيمن عودة" تهز تحالف "أم الجرائم"!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 في مارس 1972، أطلق عدد من أبناء "الطائفة المعروفية – الدروز" مبادرة لرفض "التجنيد الإلزامي" في جيش دولة الكيان سميت بـ "لجنة المبادرة الدرزية" قادها الحزب الشيوعي، استمرارا لرفضهم قرار حكومة الكيان للقانون الخاص 1956، وعملت اللجنة بفعالية كبيرة، وواجهت حملات اعتقال وسجن وتحريض من أركان الحكم، وواصلت التحدي رغم عدم تحقيق أهدافها التي رسمتها، برفض القانون وعدم تنفيذه.

في أبريل 2022، أطلق عضو الكنيست أيمن عودة "صرخة تاريخية" من قلب القدس، بأن يرمي كل مجند عربي فلسطيني في جيش الاحتلال سلاحه، ويعود الى بيته وصفوف أهله للنضال الموحد ضد سياسة الاحتلال والتمييز العنصري والتطهير العرقي، صرخة أعادت النقاش حول جوهر العملية "التجنيدية"، بجيش العدو القومي وأجهزته الأمنية، وكذلك شرطته.

"صرخة عودة"، فتحت عليه ما لم يكن بالحسبان، جبهة عداء من كل الأطياف، الى جانب أطراف حكومة الإرهاب السياسي بقيادة بنيت – لابيد – غانتس، وشخصيات درزية هي بالأصل من أعمدة أحزاب السلطة الإرهابية، بكل أحزابها، تدافع عن خيارها الذي تعاكس تاريخيا مع خيار الشعب الفلسطيني، ومعهم النائب المتأسلم المرتد وطنيا منصور عباس.

الغريب، أن تتصدر تلك الأبواق خالية "الجين الوطني"، حملة التشهير بمن قال للفلسطينيين في جيش الاحتلال، درزيا، مسيحيا ام مسلما، ارموا سلاحكم ولا تقتل ابن شعبك الفلسطيني، صرخة ألا يكون أداة بيد الحكم المعادي بارتكاب "جرائم حرب"، ولم يذهب الى "التمرد" العام على التجنيد بجيش الاحتلال.

الحرب السياسية – الإعلامية ضد عودة تكشف كم ان الهشاشة السياسية تنخر تلك الدولة، بحيث أصابتها صرخة رفض قتل فلسطيني لفلسطيني بهزة لا يبدو أنها ستنتهي بتلك السهولة، كونه ذهب الى جوهر الحقيقة، بان دولة الاحتلال هي "أصل الجرائم"، وهي من يجب أن تحاكم وتحاسب، وليس من يدافع عن وطنه وأرضه.

"صرخة عودة"، بحكم منصبه وموقعه، فاقت كثيرا ما كان يمكن لها أن تكون، ولكن المكان والمضمون والتوقيت منحها قيمة سياسية مضافة، ولذا جاءت "الحرب العدوانية المضادة" لتلك الصرخة التي خرجت لتدق ما حاوت الطغمة الفاشية في تل ابيب السكوت عليه، وتعيد تصويب المسار في نقاش حاولوا خروجه عن حقيقته.

"صرخة عودة"، هي تعبير مكثف للوطنية الفلسطينية التي تواصل صراعها مع المشروع العدواني التهويدي، ليس في الضفة والقدس وقطاع غزة، بل في كل فلسطين التاريخية، كون العنصرية باتت قانونا رسميا في دولة الكيان.

"صرخة عودة"، تعيد إحياء الترابط الذي لم يتمكنوا منه أبدا، وحدة الشعب الفلسطيني حيثما هو، كما فعل "يوم الأرض"، بقيمته ومضمونه وأهدافه السياسية، رفض الخدمة بجيش العدو في أرض دولة فلسطين، يجب أن يعود الى الواجهة كجزء من النضال داخل الكيان.

"صرخة عودة"، يجب أن تصبح هدفا وشعارا للمرحلة القادمة، وأن تطالب كل قوى الشعب الفلسطيني من "المجندين الفلسطينيين" في جيش الاحتلال برفض "الخدمة" فوق أرض دولة فلسطين، وتلك مهمة سبق لعشرات رفضها، وبينهم من اليهود خاصة المنتمين للحزب الشيوعي.

"صرخة عودة"، لا يجب أن تمر وتنتهي، بل يجب أن تصبح فعل متواصل، وتجد سبل وطرق لتتحول الى "حملة شعبية" متلاحقة، تعيد بريق "الوطنية الموحدة".

ملاحظة: تصريحات الإرهابي بينيت عن الرئيس عباس والسلطة تكفي وحدها أن تغضب فريق المقاطعة...اقله من باب الدفاع الذاتي فبلاش تخلوها تمر هيك...بدها صفعة تسمع من الناقورة حتى رفح ومن يافا حتى أريحا...معقول يعملوها...اوووووو!

تنويه خاص: قوى غزة "بعضها مش معروف شو بيعمل" أصرت على تكريس الانقسامية حتى بقضية وطنية شعبيية عن جنين..بدل ما تدعم نداء "كلنا جنين" صدرت بيان مش مفهوم راسه من رجليه..غير انها بدها تقول ما تنسونا .."وي آر هير".. هرية تهريكم يا بعدا..!