جاء وقت كانت البلياردو هي اللعبة السائدة بين الشباب، وأصبحت ظاهرة غريبة في نهاية الثمانينيات وأوائل التسعينيات على ما أتذكر، وانتشرت أماكن للعب البلياردو في كل أرجاء مصر، وهي الموجة التالية بعد موجة الفيديو جيم، التي كانت ظاهرة هي الأخرى قبل البلياردو ببضع سنوات. بالطبع حاولت أن أشارك القطيع وأن أتعلم لعب البلياردو لكن إحقاقاً للحق، ولأن الكذب ليس له قدمين، فقد فشلت فشلاً ذريعاً ليس له مثيل واكتفيت بلعب تنس الطاولة. ما الذى جعلني أتذكر كل هذا؟! أه إنه هذا الطفل الرائع الذي يبلغ من العمر 3 سنوات فقط ويلعب البلياردو كالمحترفين تماماً.

آدم واين لاعب البلياردو

  الطفل آدم واين، من أيرلندا، يمارس لعبة السنوكر وهي أحد أنواع البلياردو ولكن تمارس على منضده أكبر عدد أكبر من البلي، الغريب والمثير أن آدم لم يقم أي أحد بتعليمه هذه اللعبة، لقد انجذب إليها وقرر أن يلعبها، وسمح له الأهل بذلك فقط لا غير.

  لاحظ وهو يمسك العصا باحتراف وكأنه لاعب كبير مخضرم ولديه قدرة عالية على التصويب، شاهد عزيزي القارئ نظرة التركيز، ملحوظة آدم لا يستطيع أن يربط حذاءه بمفرده حتى الآن.

  بالطبع لا يوجد أي مانع في استخدام أدوات مساعدة مثل هذا الدلو الصغير المقلوب لكي يساعده قليلاً على الوصول إلى الهدف.

  أكثر ما شدني فى آدم هو استمتاعه بممارسة اللعبة والتعامل بحرفية شديدة، ورغبته في أن تدخل البلية الجراب المخصص لها، وبالطبع أنا مبتهج بمشاركة الأهل  وتشجعيه له، وأن يقوموا بنشر فيديو مجمع له على يويتيوب. وفي النهاية اكتشاف الموهبة ثم تشجعيها لدى أبنائنا وعدم استغراب رغبتهم في ممارسة أي شيء ربما نظن أنهم غير قادرين عليه هو البداية الحقيقية التي تؤدي إلى ظهور الأبطال الرياضيين. يمكنك عزيزي القارئ أن تشاهد هذا الفيديو لآدم وهو يمارس البلياردو، وتذكر أنه علينا أن نشجع أبناءنا ونشاركهم هذه اللحظات الرائعة.