مرة أخرى يثبت الغرب وفِي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية ازدواجيته ونفاقه وانحطاطه الأخلاقي بصمته وعدم ادانته للعدوان الوحشي للاحتلال الإسرائيلي على الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي في رمضان المبارك بتدنيسه ومستوطنيه الأقصى والحرم الإبراهيمي واعتدائه الوحشي على المصلين الآمنين نساء وأطفالا وشيوخا والحاقه اضرارا بالحرم القدسي وحمايته لقطعان متطرفيه يعيثون فسادا في الأقصى ومختلف انحاء القدس وقبل ذلك العدوان على جنين ونابلس دون ان تنبس العواصم الغربية بكلمة تدين هذه الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية الفظة التي وصفتها منظمة العفو الدولية مع الانتهاكات في المدينة المقدسة بأنها جرائم ضد الإنسانية، في الوقت الذي حشد فيه الغرب كل طاقاته للوقوف الى جانب اوكرانيا تحت شعارات الحرية وحقوق الانسان ورفض الاحتلالات . ونحمد الله تعالى ان سخر الشعب الفلسطيني ليكون مرابطا وفي الصف الاول دفاعا عن الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية ودفاعا ليس فقط عن فلسطين بل وعن الأمتين العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج.
ومرة أخرى يقف الفلسطينيون عموما والمقدسيون على نحو خاص وحيدين في هذه المعركة متطلعين الى امتهم العربية والاسلامية . لقد صبر الشعب الفلسطيني ٧٥ عاما على ظلم الغرب برئاسة امريكا وبريطانيا ، وباقي دول اوروبا على تباين مواقفها ، ولكن الشعب الفلسطيني لم ولن يستسلم للظلم والعدوان او قانون الغاب وجبروت القوة العسكرية .
لقد قلنا ونقول وسنظل نؤكد ان الدم الفلسطيني ليس رخيصا وان مقدسات وارض شعبنا الفلسطيني ليست مشاعا ليعبث بها هذا الاحتلال الغاصب وقطعان مستوطنيه.ومن العار ان يقف الغرب على قدميه اذا ما جرح جندي إسرائيلي محتل او مستوطن سارق لاراضي الغير ليدين ويشجب ويتشدق بالحديث عن الارهاب، بينما يقف صامتا امام سقوط الشهداء الفلسطينييين من الاطفال والنساء والشيوخ المدنيين بنيرا ن الاحتلال ومستوطنيه. وبدءا من وعد بلفور الذي هو عبارة عن اعلان من النفاق والاجرام ومرورا بكل جرائم الغرب ضد الأمتين العربية والاسلامية تتكشف بشاعة العالم الغربي وعاره وعلى راسه امريكا، دولة تجارة العبيد بقوةالسلاح ، ومنذ ٣٠٠ عام وليومنا هذا وهي تفرق بين شعبها الاسود من افريقيا، و بين المهاجرين من اوروبا، ناهيك عن بريطانيا دولة الاستعمار القذر ، ولحقتهما الدول الاوروبية برئاسة فرنسا.
ان زرع هذا السرطان في قلب الامة العربية هو نتيجة الجشع الغربي ومقاومة الشعوب العربية للاستعمارالغربي حيث اراد هذا الغرب المجرم اضعاف العالم العربي وادخاله في دوامة التفرقة الدائمةان كانت دينية او عرقية او مذهبية كي ينهب ثروات هذه الامة ويبقيها بحالة من الضعف وعدم الاستقرار .
وقبل وجود هذا السرطان كانت الشعوب العربية متحدة بتاريخها وحضارتها وثقافتها لا فرق بين مسلم او مسيحي او مذهبي سني او بين ابيض واسود او غيره.
ان الاحتلال الذي حول مجتمعه الى مجتمع عسكري وميليشيات مسلحة كما هو حال المستوطنين لا يمكن ان يكون مجتمعا مدنيا كباقي المجتمعات البشرية ، هذا الاحتلال لا يفرق بين طفل او امراة او كبير في السن او شاب بعمر الزهور، فهو يقتل الفلسطيني لانه فلسطيني بسلاح الغرب.
والغريب ان بعض الجهلة ينتظرون وجود حكومة اسرائيلية يسارية او يراهنون على موقف امريكي او عربي متوازن كي يعم السلام، ولكن على الجميع ان يدرك ان الغالبية الساحقة من يهود اسرائيل هم صهاينة يتنكرون لحقوق الشعب الفلسطيني ولذلك فهم اعداء الشعب الفلسطيني يرفضون انهاء الاحتلال وحق العودة كما يرفضون اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، كما ان الغرب لن يغير جلده ومواقفه الداعمة للاحتلال الاسرائيلي.
هذا المحتل سرق الارض والوطن بسلاح الغرب الذي هو ضد الشعب العربي اجمع.
الشهيد رعد ورفاقه من الشهداء والمعتقلين هم وقود الثورة، فقد توغل المحتل في القتل والنهب والمساس بالمقدسات ويعتقل بدون حدود، وعلى المحتل ان يعلم ان الدم الفلسطيني ليس رخيصا، وان للمقدسات من يقدم الغالي والنفيس دفاعا عنها. وعلى ضوء الوضع الصعب والحرج الذي تمر به القضية الفلسطينية فإن على كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وكذا حركتي حماس والجهاد الإسلامي العمل على تنفيذ قرارات الأمناء العامين للفصائل في اجتماعهم الأخير وتنفيذ قرارات المجلس المركزي للمنظمة وفِي مقدمتها تفعيل ودعم المقاومة الشعبية ووقف اي شكل من اشكال التنسيق مع الاحتلال وسحب الاعتراف بهذه الدولة العنصرية المارقة التي تدعى اسرائيل وتبني استراتيجية وبرنامج عمل لانتزاع الحرية والاستقلال،فهذا الاحتلال لم ولن يعترف بحقوق شعبنا الفلسطيني الا مرغما كما ان الغرب لن يستمع للصوت الفلسطيني الا اذا كان قويا مناضلا وموحدا ، لذلك من الملح ان تسارع كافة الفصائل لاستعادة الوحدة الوطنية والاستناد الى عمقنا العربي والإسلامي. ان شعبنا الفلسطيني الصابر المناضل يتطلع اليوم الى مزيد من المواقف المشرفة للدول العربية والإسلامية الى جانب الحق الفلسطيني والعربي ودفاعا عن مقدسات هذه الأمة، وفِي مقدمتها المملكة العربية السعودية ومصر والمملكة الأردنية الهاشمية التي طالما دعمت مطالب فلسطين وشعبها في الحرية والاستقلال. ولن ترهب شعبنا ازدواجية الغرب ونفاقه ودعمه الاحتلال العنصري ، فهذه المواقف ستبقى وصمة عار في جبين اميركا واوروبا وهي الوصمة التي تجلت بوضوح خلال هذا العدوان الوحشي الإسرائيلي على شعبنا ومقدساته في هذا الشهر الفضيل . وعلى هذا العرب وهذا الاحتلال ان يدركا ان الشعب الفلسطيني مصمم على الاستمرار بنضاله العادل مدعوما بأمته العربية والإسلامية واحرار العالم حتى ينتزع حريته واستقلاله ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس، والله المستعان.