سجن النقب الصحراوي
لقد سمعنا في الأونة الاخيرة عاصفة ادانات بدعوى ارتكاب جرائم حرب قامت بها قوات الجيش الروسي تتمثل بارتكاب مجازر في اوكرانيا كان صداها الاكبر في مدينة بوتشا الاوكرانية التي تقع في المنطقة الغربية للعاصمة كييف فلا تخلو منصة اعلامية غربية سواء كانت رسمية او غير رسمية الا وقد أدانت بأفظع الأوصاف وبكت وناحت و ذرفت دموع الكذب المكنون في خبايا مصالح دول و قادة و سياسيين تثبت ازداوجية المعايير و الكيل بمكيالين فهل رأى العالم بأم العين الجيش الروسي يقتل و يذبح المدنيين في هذا المكان الذي تناثرت فيه جثث لأناس مجهولي الهوية كما تدعي الحكومة الاوكرانية فالجواب لا ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن اي طرف علماً بأن اول شيء يفتقد مع بداية الحرب هي الحقيقة.
اثبت التاريخ ولع دول الاستعمار و اطماعها اللامتناهية في عدة دول عربية وغير عربية طمعا في مواردها الطبيعية ومواقعها الاستراتيجية فأحتلت منذ قرون اراض الغير و استعمرتها و بنت عليها المستوطنات و ارتكبت المجازر و قسمت الشعوب و شكلت معالم الدول التي كانت ولا تزال في غالبيتها تابعة لهذا الفم الذي لا يشبع حتى يستنزف ما تبقى من ثروات الأمم غير اخذ بعين الاعتبار متطلبات و مصالح ومستقبل هذه الشعوب .
في الجزائر زهاء 130 عاما من ما لا عين رأت ولا اذن سمعت بقتل و مجازر و نفي و تجارب نووية من الدولة الفرنسية ، سلبت الثروات وصادرت الأملاك وقسمت البلاد و فرقت الكيانات و قتلت الابرياء و الحصيلة كانت مليون شهيد ، امريكا كانت وما زالت فبداياتها قنابل نووية ضربت المدنيين في هيروشيما و ناغازاكي في اليابان وتاليها اكثر من ثلاثة ملايين قتيل في فيتنام و لاوس و كمبوديا تليهاالعراق وافغانستان بملايين القتلى و المصابين و المفقودين وهذا غيض من فيض بجرائم لا تعد ولا تحصى , بريطانيا وعلى وجه الخصوص في فلسطين فتحت الابواب للعصابات الصهيونية التي دخلت البلاد حيث وفرت لها السلاح و الحماية والوعود فرأينا ما رأيناه وما رأه شعب بأكمله من مجازر النكبة التي شتت الشعب الفلسطيني في دول الطوق والعالم حتى يومنا هذا ومازال يعاني .
فلسطين حيث سلسلة من المجازر الدموية المرئية بأم العين و التي لا تحتاج الى تحقيقات و دلائل وقرائن وشهود انها جرائم في وضح النهار وكما يقولون بالعامية (على عينك يا تاجر) فلقد ذكرت الابحاث و الدراسات ان عدد المجازر التي ارتكبت منذ عام 1937 وحتى عام 1948 بلغت 75 مجزرة على يد العصابات الصهيونية و الانتداب البريطاني راح ضحيتها اكثر من 5 الاف شهيد وعشرات ألاف الجرحى و المفقودين ، اما في عام 1948 ومع بدايات احداث النكبة هاجمت العصابات الصهيونية المدججة بالسلاح مدينة حيفا في منتصف الليل و احتلوها و ارتكبوا فيها المجازر التي تقشعر لها الأبدان فهرع الناس البائسين و العزل من السلاح نحو المرفأ ظناً منهم ان بعض القوات البريطانية المتبقية هناك حيث كانت قيد الانسحاب سوف تحميهم الا ان العصابات الصهيونية تبعتهم و اطلقت عليهم النار و قذائف المدفعية فأستشهد اكثر من 150 فلسطينيا في المرفأ على مرأى ومسمع القوات البريطانية التي لم تحرك ساكناً .
مئات المجازر منذ العام 1917 حيث الانتداب البريطاني تلته جرائم العصابات الصهيونية التي شكلت ما يعرف اليوم بدولة اسرائيل 1948 وصولاً لدير ياسين وكفر قاسم و النكسة وصبرا وشاتيلا و الانتفاضتين الاولى و الثانية و نحن هنا نتكلم على سبيل المثال لا الحصر فالمجازر اكثر بكثير من ان تذكر بوقت قصير او بمقالة عابرة وحتى يومنا هذا يرى القاصي و الداني ماتفعله دولة الاحتلال فلماذا لسنا كبوتشا ؟.
الطفلة هدى ابو غالية والتي أبكت الملايين على الهواء مباشرة ففي نهار يوم الجمعة بتاريخ 9 حزيران عام 2006 بين الساعة 4:31 وَ 4:50 تعرضت عائلتها لقصف اسرائيلي حيث كانت هذه العائلة التي ذنبها انها اختارت هذا اليوم للتنزه و الترفيه و الخروج للشاطئ لرؤية الطيور وسماء الوطن الجميل فما كان من الجيش الأسرائيلي الذي خيل له انه رأى مجموعة (مخربين و ارهابيين) كما يدعي و هم الاب عيسى ابو غالية 34 عاما الام رئيفة غالية 35 عاما و الطفلة غالية 17 عاما و الطفلة ألهام 15 عاما والطفلة صابرين4 سنوات و الطفلة هنادي سنتين و الطفل هيثم سنة واحدة، الا
ان اطلق عليهم قذيفة صاروخية عندما سقطت كان الطفل هيثم يرضع من صدر امه ، انها عائلة ابو غالية والتي كان الصحفي زكريا ابو هربيد و هو المصور الفلسطيني الذي اجهش بالبكاء وقت التصوير يحبس مشاعره عله يحرك مشاعر العالم و يتبع الطفلة المكلومة هدى التي حالفها الحظ حيث انها كانت تسبح و مع وصولهِ رأها تخرج و ترتمي بأحضان عائلتها التي تناثرت جثثها على الشاطئ و تصرخ بالصوت العالي صور صور فهل تحركت مشاعر العالم ام اننا لسنا كبوتشا ؟.
يذكر انه في العام 2014 استهدفت قذيفة مدفعية اسرائيلية مدرسة للاونروا في غزة و تحديداً بتاريخ 24/7/2014 حيث كانت العوائل تحتمي من براثن الطائرات و المدافع ظناً منها ان المدرسة التابعة للأمم المتحدة ستشفع لهم ولكن النتيجة هي 16 شهيدا و مئات المصابين فلماذا لم تذرف الدموع الكاذبة و لماذا لم نرى الأدانات المتتالية أم اننا لسنا كبوتشا !.
هنا في هذا العالم الظالم الذي تحكمه الاملاءات و المصالح و سياسة الكيل بمكيالين حيث لا صدق ولا مصداقية ولا أمال ولا قولاً للحقيقة لا حساب ولا عتاب لأسرائيل التي بنارها ونيرانها ووجرائمها لم تلق الأدانات ولا الشجب و الأستنكار و العقوبات سوى عتاب هو كعتاب الأحباب من غرب غريب عن القيم و المبادئ الأنسانية والشرائع و الاعراف الدولية و الحريات التي لم ينل منها سوى أسمها وشتان ما بين الثرى و الثريا و الحقيقة و الخيال فلسطين تتألم بصمت و بوتشا تتألم بلا ألم والفرق أيها السادة كبير ما بين بوتشا الكذب و فلسطين الحقيقة .