يديعوت : الحل مع غزة.. مرة واحدة وإلى الأبد!

حجم الخط

بقلم: متان تسوري

 



 عندما انتهوا من صب السور الإسمنتي العميق (العائق) على طول الحدود بين إسرائيل وغزة، وأقاموا فاصلا تحت ارضي مع القطاع، اشتكى احد الجنرالات في الجيش الإسرائيلي: «ما تبقى عمله هو دق أسفين في الأرض وقطع قطاع غزة نهائيا عن أراضي إسرائيل وبذلك إنهاء النزاع».
إنهاء النزاع بين إسرائيل وقطاع غزة بعيد عن الانتهاء، ولا يهم كم من إسفين يدق في الأرض. فمن غير الصواب القول، انه ليس لدولة إسرائيل سياسة. العكس هو الصحيح. وهذا محبط اكثر: ستتفاجؤون في الاكتشاف من أن لدولة إسرائيل توجد سياسة واضحة تجاه غزة، ويجمل بنا أن نعترف بها، وأساسا نحن سكان غلاف غزة ومدن الجنوب: إسرائيل قررت سياسة تقول، إنها تدير النزاع حيال قطاع غزة، ولا تؤدي إلى إنهائه.
ما المعنى؟ المعنى هو انه مرة كل بعض الوقت، في إطار إدارة النزاع، طرف ما يتلقى الضربة، والطرف الثاني يوجه الضربة، أو العكس – وهكذا دواليك في دائرة خالدة. توجد بادرات طيبة إنسانية، دخول عمال من غزة إلى إسرائيل ووقف نار لبضعة اشهر ضمن إدارة النزاع. بالمناسبة، جولات تصعيد قاسية هي الأخرى في إطار إدارة النزاع. لا سبب يجعلنا نكون متفاجئين بنار الصواريخ، إذ إن سياسة إسرائيل ثابتة جدا في دائرة الدماء التي لا تنتهي. قادة «حماس» في غزة، وعلى رأسهم يحيى السنوار يتجولون بلا معيق – يتنفسون هواء ربيعيا. هم يعرفون، وبخاصة السنوار ان إسرائيل لن تمس به. لماذا؟ لأن حكومة إسرائيل تريد السنوار زعيما في غزة. من ناحيتها هو «اهون الشرور». السنوار. رغم انه قاتل غاشم، كما يعتقدون، لكنه يحرص على السكان في غزة ويهدئ المنطقة. شخص براغماتي يعرف كيف يدير النزاعات. من ناحية إسرائيل، في إطار سياسة إدارة النزاع واحد كهذا بالتأكيد مناسب للمنصب.
بالمقابل، فإن إدارة النزاع لا تمس حقا ببلدات غلاف غزة وبسديروت: مزيد من العائلات تستوعب في البلدات، سديروت في زخم بناء، توجد وسائل تحصين في كل زاوية، قبة حديدية والمواطنون في معظمهم يظهرون مناعة نفسية، رغم الخدوش النفسية. وبالتالي لماذا ننهي النزاع مع غزة؟ الأفضل إدارته من الاجتهاد والتورط. غير أن هنا تبدأ المشكلة، وهي خطيرة جدا. إدارة النزاع، التي تتواصل منذ اكثر من عشرين سنة من نار الصواريخ، تسحق القوى. إذا لم يتوقف، فنحن سندفع ثمنا باهظا في المستقبل. على الحكومة أن تجتمع وتقرر سياسة جديدة تؤدي إلى إنهاء النزاع، بطريق سياسية أو بطريقة عسكرية. المواطنون لا يمكنهم أن يعيشوا وان يربوا أولادهم تحت سياسة إدارة النزاع، حتى وان كانت توجد فترات طيبة وهادئة. الأمر يجب أن يتوقف مرة واحدة والى الأبد، حتى بثمن تصعيد عسكري ونقد دولي.
إن سكان الجنوب من حقهم أن تتوقف هذه السياسة فورا، وان يوضع حد واضح منه يبدأ عهد جديد. وذلك بشرط أن في اليوم التالي ينتهي النزاع مرة واحدة والى الأبد. على إسرائيل أن تعلن عن ذلك بشكل علني، وان يصل إلى آذان السنوار أيضا: إما أن تأتوا بالخير أو أننا سنأتي بأقل خير. يجب طرح إنذار واضح والإيفاء به. أما مواصلة إدارة النزاع، وفقا لمنظومة توازنات وإدارة مخاطر فلن يحملنا إلى مكان هادئ. هذا هو الوقت للخروج من الدائرة التي نركض في داخلها وفتح طريق جديدة.

عن «يديعوت أحرونوت»