اسرائيل اليوم : ثمن اللعب بين الجبهات

يواف ليمور.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوآف ليمور

 



يواصل شهر رمضان توفير كتلة مدوخة من الأحداث الأمنية في كل الجبهات.
الحرم، الذي كان محور القضية في الأسبوعين الأخيرين، حلت محله أمس جبهة الشمال، التي انضمت إلى الجلبة برعاية حماس.
الصاروخ الذي أطلق في الليل إلى الجليل الغربي، لم يتسبب بضرر أو إصابات، ولكنه كان تذكيراً بأنهم في حماس يعملون بكثافة في محاولة لإشعال كل الجبهات.
فبعد أن حاولت إشعال الساحة الداخلية بلا نجاح، الضفة بنجاح جزئي والحرم بنجاح كبير، تحاول حماس إشعال الساحة الشمالية أيضاً.
تفعل المنظمة هذا بوساطة الفرع الذي أقامته في لبنان والذي يعمل تحت قيادة صالح العاروري، مسؤول التنظيم الذي تحرر من السجن الإسرائيلي في إطار صفقة شاليت وأبعد إلى الخارج.
يعمل العاروري منذئذ على المحور الذي بين تركيا، قطر ولبنان، حيث أقام شبكة قتالية بتمويل إيراني وبإذن من حزب الله ستسمح للمنظمة بالعمل من لبنان في حالة التصعيد في غزة أو في القدس.
كما أن هذه الشبكة يفترض بها أن تسمح أيضاً لحزب الله بأن يستمتع بكل العوالم – أن يرى إسرائيل تتلقى الضربات دون أن يدفع الثمن على ذلك.
وإسرائيل لا يمكنها أن توافق على هذا التطور. في السنة الماضية تلعثمت قبل أن ترد على حالات إطلاق الصواريخ من لبنان، وخيراً فعلت في الحالة الحالية، عندما عملت فوراً.
صحيح أن الرد كان هزيلاً ولكنها سعت بذلك لأن تنقل رسالة إلى لبنان وحزب الله، بأن المسؤولية لن تلقى فقط على الجهات الهامشية التي أطلقت الصاروخ.
ولتأكيد الرسالة كشف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بالعربية، المقدم أفيحاي أدرعي أمس طريقة تهريب المخدرات والأسلحة من لبنان برعاية مسؤول حزب الله حاج خليل حرب. ولكن لقرار الكشف كانت دوافع أعمق من مجرد إحباط التهريب. فقد استهدف ربط حزب الله بتجارة المخدرات والأعمال الجنائية وأساساً عرض التنظيم كمن من شأن أعماله أن تورط لبنان.
لا ينحصر الربط بين الجبهات والجهد لإشعال المنطقة بحماس حصريا.
فقد انشغل الجهاد الإسلامي بهما أيضاً، مثلما تبين من كشف شبكات «الإرهاب» التابعة للتنظيم والتي أحبطها جهاز الشباك.
هذه الشبكة أيضاً، مثل سابقاتها، عملت من شمال السامرة. وحسب بلاغ الشاباك نجح أعضاء الشبكة في إنتاج عبوة ناسفة قبل أن يلقى القبض عليهم.
موضوع يشغل البال لأن احتمال ضرر عبوات كهذه أكبر بأضعاف مما يمكن لمخرب فرد أن يتسببه.
منذ الانتفاضة الثانية نجح الشاباك في أن يحبط عشرات الشبكات المشابهة وأن يمنع عمليات انتحارية جماعية.
رغم ذلك واضح أن منظمات الإرهاب تواصل الجهود للمبادرة إلى عمليات كهذه، بهدف زعزعة إسرائيل.
وهم يفعلون هذا انطلاقا من تفكير مغلوط بأنهم سينجحون في خلق تصعيد في جبهة واحدة – الضفة والامتناع عنه في جبهة أخرى – غزة.
هذه المحاولة فشلت في اختطاف الفتيان الثلاثة ما أدى إلى حملة الجرف الصامد في 2014، وفي اضطرابات الحرم التي أدت إلى حملة حارس الأسوار في السنة الماضية.
على إسرائيل أن توضح للمنظمات في القطاع أن الآن أيضا سيكون للعبة الجبهات هذه ثمن. إذا ما نفذت لا سمح الله عملية كبيرة كان التوجيه، التمويل والقيادة لها من غزة، فإن الرد الإسرائيلي سيكون في غزة أيضاً.
يمكن الافتراض بأن مساعي إشعال الجبهات ستستمر حتى نهاية شهر رمضان.
هذا يستدعي من إسرائيل مواصلة التأهب الأمني العالي. ولكن أيضا للتفكر بالرد.
في هذه الأثناء، تنجح القوات في الحفاظ على مستوى عالٍ من الأمن. وسيمر غير قليل من الأيام المتوترة الأخرى إلى أن يكون ممكناً إطلاق صافرة التهدئة.

عن «إسرائيل اليوم»