قال أمين سر حركة فتح في مدينة جنين، عطا أبو ارميلة، إنَّ ما يجري في جنين ومخيمها تصعيد احتلالي "إسرائيلي" مُستمر، مُؤكّداً على عدم وجود حالة تهدئة في جنين أو حتى في كل أراضي الوطن الفلسطيني؛ لأنَّ الاقتحامات والاعتقالات والإعدامات الميدانية لا زالت متواصلة، وبيوت الشهداء لم تُغلق طول أيام شهر رمضان المبارك في كافة المناطق الفلسطينية المُحتلة.
وأضاف أبو ارميلة، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، اليوم الأربعاء: "إنَّ طائرات الاحتلال كانت تُحلق يوم أمس بشكل مكثف في منطقة جنين ومخيمها، ومع بعد صلاة الفجر تحديداً في الساعة الخامسة صباحاً، اقتحمت قوات إسرائيلية بشكلٍ مفاجئ المخيم".
وأكّد على أنَّ المقاومين في حالة جهوزية عالية ودائمة، حيث تصدوا الليلة بكل بسالة لقوات الاحتلال التي حاولت اقتحام جنين، مُوضحاً أنّه أثناء عملية الانسحاب تم إطلاق النار على بعض الفتية الصغار في شارع حيفا في مخيم جنين؛ الأمر الذي أدى إلى ارتقاء الشاب أحمد مساد "21" عاماً.
واُستشهد الشاب أحمد محمد لطفي مساد "21 عاماً" من بلدة برقين، وأُصيب ثلاثة آخرون، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، مدينة جنين ومخيمها.
وقال مدير مستشفى ابن سينا في جنين، جاني أبو جوخة: "إنَّ الشاب مساد اُستشهد مُتأثراً بإصابته بعيار ناري في الرأس، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح متوسطة".
وفور الإعلان عن استشهاد مساد، انطلقت مسيرة من أمام مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، حمل فيها المشيعون الشهيد على الأكتاف، وجابوا شوارع المدينة ومخيمها، وسط هتافات غاضبة منددة بجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي. وسيتم تشييع جثمان الشهيد الساعة الحادية عشرة من أمام مستشفى جنين الحكومي، إلى مسقط رأسه برقين، حيث سيوارى الثرى في مقبرة البلدة.
وبالحديث عن هدف الاحتلال من الترويج للتهدئة إعلامياً والتصعيد ميدانياً، بيّن أبو ارميلة، أنَّ "الاحتلال يُحاول ممارسة سياسية العقاب الجماعي على أبناء مخيم جنين من أجل الضغط على المقاومين"؛ مُستدركاً: "لكن أبناء جنين ومخيمها يُشكلون حاضنة شعبية للمقاومين".
أما عن دلالات ظهور والد الشهيد رعد حازم خلال تشييع الشهيد أحمد مساد، قال "إنَّ والد الشهيد رعد، المطلوب رقم واحد للاحتلال في منطقة جنين، والحاضنة الشعبية هي التي توفر الحماية والدعم لذوي الشهداء والأسري من أبناء شعبنا".
وأكمل: "والد الشهيد رعد حضر اليوم لمراسم تشييع الشهيد أحمد مساد، لرفع معنويات والد الشهيد مساد؛ وليُعطي رسالة للاحتلال أنّه إلى زوال وأنَّ شعبنا سينتصر".
وأشار إلى أنََّ والد الشهيد رعد هو أحد قيادات حركة فتح في جنين وضابط في السلطة الفلسطينية برتبة عميد في قوات الأمن الوطني الفلسطيني وأسير محرر؛ مُؤكّداً على وحدة الكل الوطني الفلسطيني في الميدان.
وكانت الفصائل الفلسطينية، قد أعلنت خلال اجتماعٍ عقدته في 19 الشهر الجاري، حالة الاستنفار العام، كما توجهت بتحية خاصة إلى والد الشهيد رعد، فتحي خازم، وأكّدت على أنَّ شعبنا وكافة القوى الوطنية والإسلامية لن تتخلى عنهم وستفتديهم بالأرواح والأنفس وستكون على أهبة الاستعداد لدعوة الواجب لحمايتهم والحفاظ عليهم، إضافةً إلى التحذير من أيّ مساس بوالد الشهيد رعد وكافة عوائل الشهداء.
وختم أبو ارميلة حديثه، بالقول: "إنَّ الكل الفلسطيني في جنين مُوحد في الميدان، سواء فصائل وطنية وإسلامية أو السلطة الفلسطينية أو المواطنين؛ وبالتالي الجميع على أهبة الاستعداد لمواجهة الاحتلال".