كشفت صحيفة فلسطينية، صباح يوم السبت، عن اتصالات مصرية مكثفة لمنع تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، إزاء الاقتحامات "الإسرائيلية" المتكررة بحق المسجد الأقصى.
وأكّدت صحيفة "الأيام"، على أنّ مسؤولو المخابرات المصرية، أجروا خلال الساعات الأخيرة اتصالات مكثفة، من أجل التوصل إلى صيغة تفاهمات مقبولة للاحتلال والفصائل، لنزع فتيل التوتر ومنع تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة إثر الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في فصائل المقاومة قوله: "إنّ التفاهمات التي عرضها المسؤولون المصريون خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، تحديدًا قبل عملية إلعاد التي قتل فيها ثلاثة إسرائيليين، مساء أول من أمس، تشمل وقف الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى أو تخفيضها للحد الأدنى، وفتح المعابر مع القطاع، وإلغاء الإجراءات العقابية الأخيرة، مقابل التزام الفصائل بعدم إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل شهر رمضان".
وتابع: "يوجد بعض القضايا لم يتم الاتفاق عليها حتى اللحظة، ولكن من المرجح أنّ يتم تجاوزها قريبًا، خاصةً مطلب إسرائيل بوقف العمليات المسلحة في الضفة الغربية والداخل، والذي ردّت عليه الفصائل بأنّ ما يجري في الضفة والداخل عمل فردي في الغالب، ونتاج ردة فعل على الجرائم الإسرائيلية هناك، ولا يمكنها أنّ تقف ضد هذا العمل ما دام الاحتلال للضفة قائمًا ويمارس جرائم القتل والاعتقال والاستيطان".
وأردف: "كان من الممكن التوصل إلى تفاهم بهذا الأمر، خاصةً بعد نجاح المصريين بضبط الأوضاع الأمنية في غزّة، وعدم حدوث أيّ عمل عسكري ردًا على اقتحام المسجد الأقصى، أول من أمس".
وأشار إلى أنّ عملية "إلعاد" قد تسهم في تأخير التفاهمات الجديدة، لاسيما مع خروج أصوات قوية داخل "إسرائيل" تطالب باغتيال قيادات المقاومة، وعلى رأسها رئيس حركة حماس بغزّة يحيى السنوار، الأمر الذي تأخذه الفصائل وحركة حماس على محمل الجد.
وأوضح أنّ الفصائل تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وتقدر أنّ "إسرائيل" تبحث عن هدف ثقيل تبدأ فيه جولة جديدة من التصعيد، لافتًا إلى أنّ السبب في عدم رد الفصائل في غزّة على اقتحام الأقصى الخميس المقبل هو الضغوط الهائلة التي مارسها المصريون والقطريون من أجل منع اندلاع موجة من التصعيد قد تصل إلى حرب، مقابل وعود بخفض وتخفيف الاقتحامات للمسجد الأقصى.
وذكر أنّ الفصائل بعد التهديدات "الإسرائيلية" الأخيرة باغتيال قادة المقاومة والسنوار، أبلغت الوسطاء أنّ المساس برموزها وقادتها سيؤدي فورًا إلى إشعال حرب لن تقتصر على قطاع غزّة، وقد تمتد إلى محاور ودول أخرى، مُشدّدةً على أنّها لن تتهاون في هذه القضية.
وأضاف المصدر: "المقاومة جادة بالرد بأقصى ما تمتلكه من قوة على أيّ عملية اغتيال قد تقدم عليها إسرائيل، والتاريخ يؤكد ذلك وتحديدًا في العام 2012، عندما أقدمت على اغتيال أحمد الجعبري القائد العام لكتائب عز الدين القسام، وتسببت حينها في اندلاع حرب استمرت ثمانية أيام أطلقت خلالها المقاومة آلاف الصواريخ على البلدات الإسرائيلية بما فيها تل أبيب".