يحيى السنوار، زعيم "حماس" في غزة، يدعي بأنه يعرفنا. في السنوات التي كان محبوساً فيها عندنا، تمكن من استكمال تعليمه الأكاديمي، اجتاز عملية جراحية لإزالة ورم سرطاني من دماغه. في 2011 تحرر في اطار صفقة شاليت، وفي السنوات الاخيرة وقف خلف الحرب التي تديرها "حماس" ضدنا من غلاف غزة وحتى تل أبيب.
مؤخراً انكشف في "يديعوت احرونوت" بأنه أجرى اتصالات غير مباشرة مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، ومن خلالها تحققت تسويات اقليمية استهدفت منح الهدوء للطرفين. كتب السنوار: "خذ مخاطرة محسوبة". وقد كتب هذا بالعبرية، كجزء من المفاوضات مع نتنياهو واسرائيل ما انتهى ضمن امور اخرى في ان اسرائيل وافقت بعد احدى المعارك بين الطرفين على السماح بعبور ملايين الشواكل لـ "حماس".
كما أن السنوار هو من يقف خلف عملية القتل الرهيب التي وقعت امس في إلعاد. هو احد الإرهابيين الأسوأ في تاريخ النزاع بين الفلسطينيين ودولة اسرائيل، والذي كان يفترض أن ينهي حياته بالسجن ولم يتحرر الا بفضل الصفقة إياها.
يمنح السنوار غطاء دينياً يشجع الافراد والجماعات للمس بنا. في خطاب ألقاه الاسبوع الماضي دعا عرب اسرائيل لأن يبدؤوا بعد رمضان بمعركة ضد إسرائيل. "فليعدّ كل واحد لديه بندقية، ومن ليس لديه بندقية، فليعدّ بلطته أو سكينه". نعم، بلطة – مثل البلطة التي استخدمها امس "المخربان" الفظيعان اللذان قتلا أبرياء في إلعاد. اضافة الى ذلك هدد السنوار ايضاً في أنه اذا ردت اسرائيل، فان "حماس" ستطلق 1.111 صاروخاً نحو اهداف في اسرائيل، إحياء ليوم وفاة عرفات.
العملية الاجرامية ليلة امس في إلعاد تلزم مقرري السياسة عندنا بأن يغيّروا على الفور سياسة الرد تجاه إرهاب الأفراد. وأولاً وقبل كل شيء – يجب الإعلان عن يحيى السنوار "ابن موت". محظور الامتناع والادعاء بأنه سيظهر بعده احد ما آخر يقود عمليات القتل ضدنا. حتى لو كانت هذه الأمور صحيحة، فان السنوار لا يبقي للطرف الإسرائيلي مفراً.
لا يُعقل ان يملي شخص واحد قواعد السلوك في المجال الذي نعيش فيه، وينثر الأكاذيب والتحريضات التي تشجع الفلسطينيين على الخروج الى شوارع اسرائيل وقتل مواطنين أبرياء. ومحظور السماح بوضع تؤثر فيه تصريحات هذا "المخرب" المجرم ايضا على الرأي العام في الدول المجاورة، فتشجع سكانها على المشاركة في حرب دينية. مثل هذه الحرب، اذا ما نشبت، ستنتهي بهزيمة المهاجمين.
من اليوم الذي اعلن عنه كـ "ابن موت" لم يخرج نصرالله من خندقه في بيروت. لا يمكن للسنوار أن ينال معاملة أفضل. الرسالة للسنوار يجب أن تكون قاطعة لا لبس فيها: يجب ان يصبح هدفاً اول في سموه لدى جهاز الأمن، وحان الوقت لتصفيته.
عن "يديعوت أحرونوت"