معاريف : شعار "خيبر خيبر"

اسحق ليفانون.jpeg
حجم الخط

بقلم: اسحق ليفانون

 


مدينة خيبر هي واحة صحراوية كبيرة في السعودية على بعد 150 كيلومترا عن المدينة. كانت خيبر مأهولة بقبائل يهودية قبل مجيء الإسلام إلى شبه الجزيرة العربية. وكانت القبائل تعمل بالتجارة ومزدهرة. النبي محمد، في طريقه لاحتلال المدينة، قاتل اليهود في خيبر وأبادهم جميعا. منذ تلك الفترة وحتى عصرنا هذا تطور شعار يستخدمه أعداء اليهود بصفتهم هذه ويطلقه الإخوان المسلمون في مصر في كل مناسبة تقريبا، بما في ذلك على لسان من كان رئيس مصر، محمد مرسي.
مؤخرا، استخدم المشاغبون في الحرم الشعار إياه هم أيضا. يقول الشعار: «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود»، بمعنى أن جيش محمد يا يهود خيبر لا بد سيعود. التداعيات واضحة. فالجيش ظاهرا سيعود كي ينفذ مرة أخرى ما فعله في حينه، لإبادة اليهود مثلما حصل في عهد النبي.
هذا شعار حاد جدا، مهدد وينز كراهية. يوجد فيه تحريض وتعطش للدماء. تأثيره على الشبان العرب في داخل إسرائيل وخارجها شبه سحري. هذا الشعار يعبر عن انتصار الإسلام على اليهودية وطرد اليهود من أماكن مقدسة مثل مكة والمدينة.
يستمد الشبان العرب التشجيع من الانتصار في حينه ويتصورون انتصارا مشابها في عصرنا. من هنا خطر هذا الشعار الذي لا يحرض فقط بل يتخذ موقفا ضد اليهود. عندما اطلق الشعار في مدن إسرائيل المختلطة في أثناء اضطرابات العام الماضي في حملة حارس الأسوار، وعندما يكرره العرب في الحرم، وهم يحملون أعلام «حماس» و»الجهاد الإسلامي»، فلا شك في مما يقصدون.
لكن الشرق الأوسط اجتاز ويجتاز تحولات مهمة تجعل هذا الشعار زائدا وإشكاليا.
في إسرائيل، يجب اعتبار استخدام هذا الشعار كتحريض خطير بحيث إن كل من يستخدمه يعتقل ويقدم إلى المحاكمة على التحريض. إضافة إلى ذلك ينبغي الإيضاح للجميع في داخل إسرائيل وخارجها التأثير الهدام لهذا الشعار على المسيرة السلمية مع الدول العربية في محيطنا وعلى نسيج الحياة في داخل إسرائيل.
وأخيرا، يجب أن نشرح لمن يستخدم هذا الشعار انه بذلك لا يحترم القانون الإسرائيلي، وكل المسؤولية هي عليه بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى. بخلاف شعارات أخرى تمس باليهود وتهددهم، فإن شعار «خيبر خيبر» يجتاز الحدود ويؤثر أيضا على أماكن بعيدة خارج الشرق الأوسط. من بين كل المواضيع التي ينبغي معالجتها يجب إعطاء أولوية لهذا الشعار الخطير والمثير للحفيظة.

عن «معاريف»