أعلن وزير التجارة والجمارك التركي "بولانت توفكشي" في تصريحات صحافية، أن الجانب الإسرائيلي أسفر عن سماحه بدخول البضائع التركية إلى قطاع غزة دون عوائق، وبذلك تقترب تركيا من كسر الحصار جزئياً عن القطاع.
وأكد الوزير على أن كل المساعدات الإنسانية سيتم نقلها إلى القطاع عن طريق المؤسسات التركية إلى حين رفع الحصار بالكامل عن القطاع.
وفي ذات السياق قال المحلل التركي عبد القادر عبد اللي، إن الأخبار التي تسربت من الاجتماعات التي عقدت في وقت سابق مع إسرائيل، جميعها تؤكد على تعنّت إسرائيل بوضع شرط دفع التعويضات مقابل عدم فك الحصار.
ومن جانبه أقر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريحات أعقبت الاتفاق الأخير، أن الهدف الأساسي من القضية كلها هو رفع الحصار غير الإنساني عن غزة، حيث أدى الحصار إلى سوء الأوضاع المعيشية والانقطاع المتواصل للكهرباء في القطاع الذي تعرّض لثلاثة حروب، وعشر سنوات من الحصار.
وحسب الإحصائيات الرسمية، تسبب الحصار في تفاقم نسبة البطالة في غزة إلى 42%، بعد تعطل أكثر من 200 ألف عامل. ووصلت معدلات الفقر إلى 65%، والبطالة بين الخريجين إلى 70%، علاوة على انخفاض الناتج المحلي الإجمالي، والعديد من الأرقام والنسب الكارثية التي توضح مدى الأزمة التي يمر بها الاقتصاد في غزة، ويواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق جميع المعابر بشكل شبه متواصل منذ عام 2007، وما فاقم الأزمة هو تشديد النظام المصري الحصار على غزة وعدم فتح معبر رفح إلا باستثناءات، منذ إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي، في 3 يوليو/تموز عام 2013.
ويذكر أن حجم التبادل التركي الإسرائيلي تراجع بعد حادثة سفينة مرمرة التي كانت متجهة ضمن أسطول الحرية إلى نحو 1.4 مليار دولار عام 2012، قبل أن يعاود الارتفاع عام 2013 حين وصل ذروته بنحو 4.85 مليارات دولار، بزيادة بنسبة 39% مقارنة مع عام 2012 . ووصل حجم التبادل إلى هذه الذروة بسبب ازدياد الصادرات الإسرائيلية لتركيا بنسبة 76% وارتفاع الاستيراد الإسرائيلي من تركيا، حسب إحصائيات رسمية.
وتتركز الصادرات الإسرائيلية على مواد كيماوية بنسبة 70% فضلاً عن البلاستيك والمطاط والأدوات الكهربائية. أما الاستيراد من تركيا فهو متنوع ويضم مجالات عديدة من بينها منتجات النسيج، والحجر، والإسمنت، والزجاج، والحديد العادي، وماكينات وأدوات كهربائية، سيارات وأجهزة لها علاقة بالنقل والشحن، بالإضافة إلى مواد تحضير الطعام والمشروبات.
وسادت بعض أحزاب المعارضة حالة من الغضب على معالجة قضية سفينة مرمرة، ما دفع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إلى الرد عليها قائلاً "إن تركيا هي الدولة الوحيدة التي أرغمت إسرائيل على الاعتذار، وبذلك أصبحت تركيا الدولة الوحيدة التي تحمل ذلك الشرف".