بذور الكتان مغذية للغاية وتشتهر بتعدد استخداماتها وفوائدها الصحية، وتتوفر بذور الكتان ويسهل إضافتها إلى مجموعة متنوعة من الأطباق المختلفة، بما في ذلك الزبادي ودقيق الشوفان، كما يتم إضافة زيت بذور الكتان، الذي يتم صنعه عن طريق الضغط على البذور، إلى السلطة والصلصات.
وفي السنوات الأخيرة، ظهرت عدد كبير من الدراسات لتقييم آثار الأشكال المختلفة لبذور الكتان على الأمراض المزمنة، وعلى وجه الخصوص، أظهرت الأبحاث أن العلاقة بين بذور الكتان وسرطان الثدي تبشر بنتائج واعدة.
هل تساعد بذور الكتان في الوقاية من سرطان الثدي ؟
بذور الكتان تحتوي على هرمون الاستروجين النباتي
تحتوي بذور الكتان على نسبة عالية من اللجنان، وهو مركب موجود بشكل طبيعي في مجموعة متنوعة من مصادر الغذاء، بما في ذلك البذور، ويعتبر الليجنان هرمون الاستروجين النباتي، مما يعني أنه يحاكي تأثيرات هرمون الاستروجين في الجسم ولكنه أضعف بكثير.
وفي الحقيقة، قد يكون هرمون الاستروجين النباتي مفيدًا بشكل خاص للوقاية من سرطان الثدي، حيث تظهر بعض الدراسات أنه يمكن أن يساعد في منع تخليق هرمون الاستروجين والتمثيل الغذائي لإبطاء نمو الخلايا السرطانية.
ووفقًا لإحدى الدراسات التي أجريت على أكثر من 400 شخص، ارتبطت زيادة استهلاك الليجنان بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي، وتضمنت دراسة أخرى عام 2012 نتائج مماثلة، حيث ذكرت أن النساء اللواتي تناولن أكبر كمية من اللجنان لديهن احتمالات أقل بنسبة 40-50٪ للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقل كمية.
بذور الكتان غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية
بذور الكتان وزيت بذور الكتان غنيان بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وهو نوع من الدهون الصحية التي ارتبطت بقائمة طويلة من الفوائد، وعلى الرغم من أن أحماض أوميغا 3 الدهنية قد تكون أكثر شهرة بتأثيراتها على صحة القلب، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أنها يمكن أن تساعد في الحماية من حالات أخرى مثل السرطان أيضًا.
وفي الواقع، أشارت إحدى المراجعات إلى أن أحماض أوميغا 3 الدهنية يمكن أن تحسن فعالية بعض أدوية العلاج الكيميائي وقد تساعد في قتل خلايا سرطان الثدي عن طريق منع مسار معين يشارك في نمو الخلايا.
ومن المثير للاهتمام، أن إحدى المراجعات ذكرت أيضًا أن زيادة تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية من الأطعمة أو المكملات الغذائية يمكن أن ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 31-50٪ لدى النساء الأكبر سنًا، بالإضافة إلى انخفاض خطر التكرار.
مصدر جيد للألياف
بذور الكتان مليئة بالألياف، حيث تحتوي على حوالي 2.5 جرام من الألياف في ملعقة كبيرة واحدة (9 جرامات)، وتشير بعض الأبحاث إلى أن إضافة المزيد من الألياف إلى نظامك الغذائي يمكن أن يحمي من مجموعة من الحالات، بما في ذلك سرطان الثدي.
ووفقًا لمراجعة كبيرة أجريت على 20 دراسة، ارتبط ارتفاع إجمالي تناول الألياف بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 8٪ لدى كل من النساء قبل سن اليأس وبعد سن اليأس، وأظهرت مراجعة أخرى لـ 24 دراسة أن كل زيادة بمقدار 10 جرامات في تناول الألياف اليومية مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 4٪.
نسبة عالية من مضادات الأكسدة
مثل المكسرات والبذور الأخرى، تعد بذور الكتان مصدرًا كبيرًا لمضادات الأكسدة، ويمكن أن تساعد مضادات الأكسدة في تحييد الجذور الحرة الضارة، وتقليل الالتهاب، والحماية من التلف التأكسدي لخلاياك.
وتظهر الأبحاث أيضًا أن مضادات الأكسدة يمكن أن تحمي من الأمراض المزمنة والسرطان، ومن المثير للاهتمام، أن إحدى المراجعات ذكرت أن مضادات الأكسدة يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في الوقاية من سرطان الثدي وقد تحسن حتى فعالية بعض العلاجات المستخدمة لعلاج سرطان الثدي.
هل يمكن أن تساعد بذور الكتان في الوقاية من سرطان الثدي ؟
وجدت دراسات قديمة متعددة أن استهلاك بذور الكتان يمكن أن يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي، ويمكن أن يكون هذا الارتباط بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك محتوى بذور الكتان أو الليجنان أو مضادات الأكسدة أو أوميغا 3 من الأحماض الدهنية.
ومع ذلك، على الرغم من أن العديد من المكونات الفردية لبذور الكتان يمكن أن تكون مفيدة، إلا أن استهلاكها لا ينبغي اعتباره حلاً سريعًا للوقاية من سرطان الثدي، حيث يمكن أن تساهم مجموعة متنوعة من العوامل في تطور سرطان الثدي، بما في ذلك العمر والجينات الوراثية والتاريخ الطبي ونمط الحياة والنظام الغذائي العام.