تحذير من مؤامرة "إسرائيلية"

تقرير: لماذا أصّر الاحتلال على اعتقال المُقاوم محمود الدبعي من جنين حياً؟!

اعتقال المُقاوم محمود الدبعي
حجم الخط

جنين - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

أرادت دولة الاحتلال الإسرائيلي "صناعة المفاجأة" للمقاومين في جنين ومخيمها؛ لكِنهم تمكنوا من صناعة مفاجأة غير متوقعة للاحتلال وقناصته؛ بتمكن المقاوم محمود الدبعي "20" عاماً، من حي الهدف في جنين، من قتل ضابط في وحدة اليمام مُنذ 25 عاماً كقناص ومقتحم للمخيمات الفلسطينية؛ وذلك أثناء عملية اعتقاله، الأمر الذي أدخل الاحتلال في حالة من الصدمة؛ لشراسة وعنفوان المقاومين؛ الذين تربوا على بطولات الآباء والأجداد من الشهداء والأسرى قادة وأبطال معركة جنين.

الاحتلال يقتحم جنين وقراها ومخيمها يومياً؛ لكِن شراسة المعركة بالأمس، واستهداف منزل المقاوم الدبعي، بالصواريخ وبآلاف الصاليات من الرصاص، بالتزامن مع يوم تشييع الزميلة الصحفية المقدسية شيرين أبو عاقلة التي اُغتيلت بالقرب من مخيم جنين أمام العالم، تطرح علامات تساؤل حول أهداف العملية؟ وهل سيعود الاحتلال بشراسة أكبر للانتقام بعد مقتل ضابط في وحدة اليمام؟ وما هي حدود الرد؟.

"المقاومة صنعت المفاجأة"

الكاتب والمحلل السياسي من مدينة جنين، عدنان صباح، رى أنَّ "مخطط الاحتلال بالأمس، كان أكبر من عملية اعتقال محمود الدبعي، وهو أحد عناصر سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي وكذلك أحد عناصر كتيبة جنين؛ مُضيفاً: "لكِن إصرار الاحتلال على اعتقال الدبعي حياً كان مُستغرباً؛ ولابّد أنّ يكون له هدف من الإصرار على مواصلة العملية لخمس ساعات متواصلة".

وقال صباح، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الإصرار على مواصلة العملية لخمس ساعات في منطقة ضيقة، واستخدام عدد هائل من القوات عدا عن الصواريخ والرصاص، أمرٌ يُحيط به الكثير من الشكوك".

وحذّر من محاولات الاحتلال إخراج نفسه من مأزق اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة بدمٍ بارد أمام عدسات العالم، بنسج رواية من وحي خياله، عبر نشر صور للمقاومة البطل الدبعي، بأنّه كان موجودًا أثناء عملية اغتيال أبو عاقلة.

"تدبير مؤامرة للُمقاوم الدبعي"

وبيّن أنَّ الرواية الأخيرة للاحتلال حول اغتيال الشهيدة أبو عاقلة، كانت تقول حسب أحد صحف الاحتلال نقلاً عن مصادر حضرت الاجتماع، إنَّ ما يُسمى رئيس هيئة الأركان، لا يستبعد أنَّ الرصاصة خرجت من الجنود بالخطأ؛ لكِنه طلب من الجيش التريث وإعادة الفحص بشكلٍ هادئ.

وأشار إلى أنَّ الاحتلال يُحاول كسب الوقت وإطالة البحث وإشعار العالم؛ بأنّه يُجري تحقيقاً جدياً في الأمر، ليتم بعد ذلك نسج رواية جديدة للنأي بنفسه عن تهمة اغتيال الشهيدة أبو عاقلة، مُردفاً: "بعد ذلك لن يعني الاحتلال قبول العالم بهذه الرواية من عدمه".

"التحقيق شراء للوقت"

ورأى أنَّ الاحتلال سيستخدم البطل "الدبعي" لنسج رواية مختلفة، مُحذراً من اتهام البطل "الدبعي" أو تلفيق رواية عبر تبديل بندقيته التي حصلوا عليها؛ ولذلك على الجهاد أنَّ تستبق الأحداث كونه ينتمي لها وإعلان أنّه لم يتواجد في المكان.

وأكّد على أنَّ الاحتلال لديه مشكلة مع مخيم جنين ويُريد الوصول وتحقيق إنجاز؛ لكِن الحسابات مختلفة كليًا عن العام 2002 حيث السور الواقي 1؛ فمخيم جنين لم يعد يتيمًا فهناك مقاومة في غزّة تُساند المقاومة في جنين.

وأضاف: "الاحتلال يعرف جيداً أنَّ المعركة لن تقف عند غزّة وجنين، وإنّما ستنضم لها الجليل والمثلث والساحل والنقب والضفة الغربية؛ وبالتالي الاحتلال في مأزق".

وختم صباح حديثه، بالقول: "إنَّ مطالبة الاحتلال بالتحقيق سخيفة؛ لأنَّ الجريمة واضحة على رؤوس الأشهاد؛ وبالتالي لجان التحقيق الإسرائيلية بمثابة حبل نجاه للاحتلال؛ لأنَّه مُدان بشكلٍ علني بالوثائق والصورة العلنية والعالم شاهد على جريمته"، مُعتبراً أنَّ من يُطالبون بالتحقيق سخفاء.