غزة – محمد مشعل عبيد
بمكان متواضع، تعمل الفلسطينية سهير عليوة بصنع المعجنات والحلويات بمختلف أنواعها، تجهيزاً لبيعها لطلاب المدارس، في مدينة غزة.
أطلقت اسم "أم الغلابة" على مشروعها الخاص، لمحاولة إيصال رسالة للمارة بأن المخبز يقدم المعجنات والحلويات بأسعار متدنية جداً، نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية الراهنة في قطاع غزة.
تقول عليوة "إن الظروف الاقتصادية الصعبة طالت أغلب الشعب في قطاع غزة، ما دفعها لمحاولة كسب لقمة العيش من خلال هذا المخبز".
وأوضحت أنها استهدفت طلاب المدارس في مشروعها، لتسد حاجتهم للطعام بأسعار تتناسب مع مصروفهم اليومي، وبذات الوقت يكون مفيداً لهم.
وأضافت عليوة "أعمل أنا وأبنائي في هذا المشروع لنجد لقمة العيش، ونتمكن من سداد إيجار المنزل، فيخرج اثنين منهم للبيع على أبواب المدارس، وأبقى أنا أتابع الأعمال في المخبز واستقبل الزبائن والطلاب".
تُقدم عليوة المعجنات لبيعها بأقل الأسعار، فالقطعة الواحد سعرها نصف شيكل فقط، إلى جانب تقديمها لعدد من المحتاجين بشكل مجاني.
ولفتت إلى أن الربح اليومي ما بين القليل جداً والمعدوم، خاصة بعد ارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الدقيق، وبيع قطع المعجنات والحلويات بتكلفتها تقريباً.
ووفقاُ لها "يأتي إلى المخبز العديد من الطلبة جائعين، ولا يمتلكون النصف شيكل، فأقدم لهم المعجنات الساخنة دون مقابل، فضميري لا يسمح لي بصد أي شخص جائع".
بالرغم من التحديات العديدة التي تواجه عليوة، وهي أم لـ 5 أشخاص، إلا أنها لم تخطي خُطوة برفع سعر قطع المعجنات والحلويات، خاصة مع ارتفاع أسعار الدقيق عالمياً.
تطرقت لأهم الصعوبات التي تواجهها "عمل السيدة في مثل هذه المهن أمر مُرهق جسدياً، خاصة أنني أتوجه للمخبز فجراً، وأنتهي من العمل بداخله بوقت متأخر من المساء، وأرى نظرات المجتمع المحيط بغرابة لي، كوني أتوجه لعملي بوقت الفجر".
وذكرت عليوة الأصناف التي تُقدمها في المخبز، وأهمها المعجنات بجميع أنواعها، إلى جانب الحلويات الباردة والدونات وغيرها من الأصناف المُحببة للأطفال.
وتطرقت إلى طموحها بتوسيع مشروعها الخاص، ليصبح له عدة أفرع، وتتمكن من تشغيل أيدي عاملة مساعدة لها، لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل.
وختمت عليوة حديثها "يجب أن يكون الإنسان طموح، ولا يمد يده لطلب المساعدة، بل يأكل من عرق جبينه".