بقلم: الصحفي المصري أحمد جمعة

74 عاماً على النكبة.. نداء العودة

الصحفي المصري احمد جمعة.webp
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

74 عاما من النكبة فى فلسطين ولا جديد يحدث فى الأراضى المحتلة سوى المزيد من الانقسام والشتات فى صفوف الفلسطينيين الذى يعانون فى واحدة من أسوأ الحقبة الزمنية مرورا على قضية فلسطين خاصة بعد أحداث عام 2011 وما تلاها من تداعيات على القضية الفلسطينية التى تعد أحد أهم القضايا التى تضررت خلال العقد الأخير نتيجة التطورات التى شهدتها المنطقة ويشهدها العالم.

سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تشير إلى أن عدد اللاجئين المسجلين لديها حتى ديسمبر 2020، بلغ نحو 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4% منهم فى 58 مخيما رسميا تابعا لها، تتوزع بواقع 10 مخيمات فى الأردن، و9 فى سوريا، و12 فى لبنان، و19 فى الضفة، و8 فى قطاع غزة.

ورغم مرور 74 عاما على النكبة إلا أن أبناء الشعب الفلسطينى يتمسكون بحق العودة إلى وطنهم وطالبت أكثر من 100 مؤسسة أهلية فى الضفة الغربية وقطاع غزة "نداء العودة" نحو أوسع حملة تواقيع ممكنة من المؤسسات والأصدقاء وإلى كل أحرار العالم ولجان التضامن الدولى لمساندة حقوق شعبنا الفلسطيني.

ما حدث فى فلسطين هو أمر مخطط له حيث بدأت أولى الهجرات اليهودية عام 1882 م وتلاها موجة هجرات استمرت حتى عام 1938م وكانت هذه الهجرات أحد أبرز الأسباب التى أدت لاندلاع الثورة الفلسطينية عام 1936، وقد عملت الوكالات اليهودية فى الأربعينيات على تنظيم هجرات لليهود السفارديم (اليهود الشرقيين) بعد فرض بريطانيا قيود على هجرة اليهود تقربا للعرب الذين وقفوا إلى جانب بريطانيا فى الحرب العالمية الثانية.

ووفقا للإحصائيات الرسمية، وصل عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين حتى عام 1948م حوالى 650 ألف مهاجر يهودي، وبعد قيام إسرائيل قامت بتشجيع الهجرة اليهودية وذلك بسن العديد من القوانين مثل قانون العودة عام 1950م، وقانون الجنسية الإسرائيلى عام 1952م، فازداد عدد المهاجرين، حيث بلغ فى الفترة من 1948-1967م (12.0075) مهاجراً.

ظلت فلسطين ممثلة فى جامعة الدول العربية حتى بعد نكبة عام 1948، وفى مؤتمر القمة العربى الأول الذى انعقد فى القاهرة 1946م، واستجابة لدعوة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمواجهة عزم "إسرائيل" تحويل نهر الأردن، تم إصدار قراراً يقضى بإنشاء كيان فلسطينى يعبر عن إرادة شعب فلسطين ويقيم هيئة تطالب بحقوقه لتمكينه من تحرير وطنه وتقرير مصيره، وكلف المؤتمر أحمد الشقيرى ممثل فلسطين فى جامعة الدول العربية الاتصال بأبناء فلسطين لهذه الغاية، وإبلاغ مؤتمر القمة بالنتيجة.

وقام أحمد الشقيرى بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بأبناء فلسطين فيها، وأثناء جولته، تم وضع مشروعا الميثاق والنظام الأساسى لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتقرر عقد مؤتمر فلسطينى عام، واختار الشقيرى اللجان التحضيرية للمؤتمر فى جميع البلاد العربية المضيفة للفلسطينيين.

قادة الرئيس الراحل ياسر عرفات الكفاح المسلح فى فلسطين لإجبار الاحتلال ودول العالم على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، حتى اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عقب حادث جباليا الشهير بعد دهس والد أحد الإسرائيليين لشاحنة تقل عمال فلسطينيين، بالإضافة لتردى الأوضاع الاقتصادية وعدم تقبل الفلسطينيين لما يجرى من تهجير قسرى واستهداف لهم، وأوضحت الانتفاضة حجم الفشل الأمنى الإسرائيلى والذى طالب بالدعم بعد انفجار الفلسطينيين بسبب الغضب العارم المسيطر عليهم.

وكانت الانتفاضة الثانية فى فلسطين أحد أبرز شرارات الغضب التى اندلعت عقب توقيع اتفاق أوسلو وعدم التزام الجانب الإسرائيلى بالبنود الموقع عليها ومحاولته تفعيل البنود والنقاط التى تخدم أهدافه، وتجاهل كافة الالتزامات على الاحتلال الإسرائيلى والتى يتعمد تجاهلها.
أود الإشارة هنا إلى الانقسام الفلسطينى الذى وقع عام 2007 والذى يمثل نكبة جديدة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بعد حالة الاقتتال الداخلى بين أكبر فصيلين مؤثرين فى البلاد، وللأسف يدفع الشعب الفلسطينى وحده أثمانا غالية من أرضه وحياته ودمائه ومستقبل أجياله جراء نكبة 48 والنكبة الأكبر فى 2007، فى ظل حالة نفاق وازدواجية معايير مقيتة تسيطر على السياسة الخارجية للدول الغربية فى تعاملها مع الجرائم التى يتعرض لها الفلسطينيين.

تحية للشعب الفلسطينى الصامد والمرابط على أرضه مضحيا بحياته من أجل اعتراف العالم بحقوقها المشروعة فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وإقرار حق العودة للاجئين الفلسطينيين فى دول العالم، سيعود الشعب الفلسطينى إلى أرضه ومنزله الذى يحمل مفتاحه الخاص منذ 74 عاما.