حذر وزير الدفاع بيني غانتس هذا الأسبوع أعضاء كتلته من «دولة يهودية بين الخضيرة والجديرة». فهو يخشى على حد قوله من أن تكون نشأت في الجليل وفي النقب أغلبية غير يهودية. وتلا غانتس بلاغاً (واتس) فيروسياً تفتخر فيه واحدةٌ ما بالسيطرة على أراض واسعة في الدولة وبسحب البساط من تحت أقدام اليهود. استنتاج غانتس هو زيادة الحوكمة ومساعدة الوسط العربي.
حلوله إيجابية، ولكن من الصعب أن نفهم ما هي الصلة بينها وبين تحذيره. وبالنسبة للتحذير نفسه – هو الآخر غير مفهوم. حتى لو كان صحيحاً أن الملك عبدالله الأول أراد النقب، وحتى لو كان صحيحاً ان هذا كان اقتراح اللورد برنادوت، ففي حينه أيضاً في الأربعينيات المتأخرة وأوائل الخمسينيات لم يكن هذا تهديداً حقيقياً، فما بالك اليوم. احد لن يأخذ من إسرائيل النقب والجليل. المشكلة الحقيقية هي الخطر من أقلية يهودية تحكم بشكل مباشر وغير مباشر، اغلبية فلسطينية. هذا الوضع سيكون على نقيض من الحلم الصهيوني والقيم الديمقراطية الأساس التي تفتخر إسرائيل بها، وعن حق.
يحذر غانتس من أن إسرائيل ستُدحر الى حدود قرار التقسيم للأمم المتحدة في 1947. لكن من يخشى ذلك عليه أن يفعل كل شيء كي يصل الى حدود متفق عليها على أساس حدود 1967، مع تعديلات متبادلة، قبل أن نصبح أقلية غربي نهر الأردن.
شخصياً، أعتقد أن الطريق الأفضل هو تحديد الحدود في إطار كونفدرالية بين دولتين، يمكنها أن تمنع الحاجة لأن يخلى من بيوتهم الإسرائيليون الذين يوجدون شرقي الحدود، ولكني سأبارك كل ما يؤدي الى حدود بيننا.
دولة سيادية، تمنح مساواة لمواطنيها، لا يحق لها أن تستخدم مفاهيم تميز بها الجهد الصهيوني البطولي قبل إقامة الدولة، والعقود الأولى لإسرائيل بالنسبة لـ «تهويد الجليل» او تهويد مناطق اخرى في البلاد. في نظرة الى الوراء كان هذا خليطا من التمييز وانعدام النجاعة.
لا يمكن زعيم صهيوني يريد أن يضمن أغلبية يهودية مستقرة في إسرائيل، الى جانب ضمان المساواة الكاملة للأقلية العربية الكبيرة في داخلنا ان يفعل هذا من خلال الحلول التي يقترحها وزير الدفاع. يجب أن نفرق بين مشكلة الحوكمة التي من الضروري معالجتها ومن الأفضل مبكراً أكثر، وبين المسألة الديمغرافية التي لن تحل من خلال نقل مدني من هنا الى هناك في داخل السيادة الإسرائيلية.
كان ينبغي لغانتس ان يكون رأس الحربة في حكومته، كي يحذر من السياسة الصبيانية والخطيرة المتمثلة بالامتناع عن اللقاء مع القيادة الفلسطينية، والامتناع عن كل محاولة للتوصل معها الى اتفاق. دعوة الرئيس محمود عباس الى بيته في رأس العين كانت فعلا مهما لكنه رمزي فقط.
بدلاً من الصراع مع رئيس الوزراء على الحظوة والشكوى أمامه على أنه الآن لا يذكره كما ينبغي في خطاباته من الأفضل لغانتس ان يحاول إقناع بينيت التوقف عن سياسة السهم المرتد التي في الهرب من الحل السياسي ومن اللقاء مع الزعيم الفلسطيني الملتزم بالسلام.
عن «إسرائيل اليوم»