معاريف : ليبرمان والعبث بـ "قدس أقداس إسرائيل"

اوري مسغاف.jpeg
حجم الخط

بقلم: د. أوري مسغاف

 

 



يبدو أن أفيغدور ليبرمان، البراغماتي لدرجة الغيظ في نظري، جعل التهكم السياسي الميزة المركزية للحكومة التي هو عضو فيها. وكأنه لا توجد أي قيمة أخرى من المهم الكفاح في سبيلها. ولعل هذا ما دفعه لأن يطلب تعديل القانون الأساس: إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي، بعد أن نشر على الملأ اسم المقاتل الدرزي محمود خير الدين الذي قتل في خان يونس في 2018.
اعتراف: اعترف أنني لم أستطب ليبرمان في أي مرة. لا في الفترة التي حققت معه فيها النيابة العامة للدولة، ولا في الأيام التي اقترح فيها قصف سد أسوان أو هدد بتصفية إسماعيل هنية في غضون 48 ساعة. التهكم كان برأيي دوماً منارة له، وبرأيي، وصل هذا ذروته حين قرر «دون ولاء لا مواطنة». وإلى جانب ذلك طلب بالنظر في إمكانية إخراج مدينة أم الفحم عن حدود دولة إسرائيل كجزء من تسوية حل وسط مع الفلسطينيين.
هذا هو الرجل، ومن الصعب ألا يدوخ المرء من تذبذبه الأيديولوجي. ولكن عندما يلمس قدس أقداس الدولة اليهودية، وهكذا ينبغي أن نرى طلبه تغيير الرسالة القانونية لدولة إسرائيل، هنا ينبغي أن نقول له ما قاله الرب لإبراهيم حين لوح بالطعام نحو ابنه الذبيح، إسحق: «لا ترسل يدك إلى الفتى ولا تفعل به شيئاً». وهذا ما ينبغي أن أقوله أيضاً لباقي رفاقه في الحكومة، أولئك الذين يتمسكون بكل قوتهم بكراسيهم على الطاولة التي يجلس على رأسها شخص ليس لديه ما يحتاجه من يقف على رأس دولة اليهود. توجد حدود لا يجب تجاوزها. دولة إسرائيل لم تقم في هذا المكان بسبب نزوة سياسية ما. في 1917 صدر تصريح بلفور الذي تبناه بعد ذلك مؤتمر دولي لمعظم دول العالم في ذاك الوقت. صك الانتداب الذي أعطي لبريطانيا تحدث عن إقامة وطن قومي للشعب اليهودي – وله فقط – في بلاد إسرائيل. لم تكن أي قومية أخرى في هذا المكان طالبت بالاستقلال أو السيادة أو شيء ما مشابه لذلك. قانون القومية، بعنوانه المختصر، يعطي تعبيراً عن وضع قانوني لا يمكن بعد اليوم الجحود به. ليس فيه شيء لا يوجد في وثيقة الاستقلال.
إن مشاركة مقاتلين ليسوا يهوداً في الدفاع عن الدولة اليهودية لا يكسبهم حقوقاً قومية. هذا هو وطن الشعب اليهودي. الحقوق المدنية يجب منحها لكل من يسكن هنا، وإن كان برأيي مجال لفحص هذه المسألة أيضاً في ضوء ما يحصل هنا في الآونة الأخيرة.
ليس صدفة أن حلم الشعب اليهودي على مدى ألفَي سنة بعودته إلى بلاد الآباء والأجداد. لقد كانت الصلوات دوماً نحو القدس. من كسر كأساً من تحت عرش قرانه طلب تذكير الحاضرين بضياع الهيكل. إذا نسيتك يا قدس تنساني يميني، هتف ملايين اليهود بعد أن نُفوا من بلادهم.
هذه الحكومة السيئة ستنتهي قريباً، ولكن إلى أن يحصل هذا لا ينبغي السماح للساحة السياسية بأن تدمر حلم الأجيال لغرض الحفاظ على واقع عابر.

عن «معاريف»