يبدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي اختارت الحرب والعدوان علي الشعب الفلسطيني عبر استباحة دماء المدنيين وليس آخرهم الصحفية شرين ابو عاقلة والاعتداءات علي جنازات الشهداء والاعتداء علي المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية وتسهيل اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد الاقصي ، واستمرار تسريع وتيرة الاستيطان الاستعماري، ومصادرة الأراضي والاعتقالات التعسفية والتنكيل بالاسري واستمرار الحصار لغزة وممارسة التمييز العنصري والاعتداءات علي المواطنين واقتحام المدن والمخيمات والسماح باقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى لفرض التقسيم الزماني والمكاني والسيادة الإسرائيلية علي المسجد الأقصى ، ويبدو أن السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى وإقامة الصلوات التلمودية فيه بقرار من محكمة الاحتلال في القدس والسماح بمسيرة الإعلام الإسرائيلية من قبل الحكومة الإسرائيلية ومرورها في الحي الاسلامي وباب العمود ودعوات جماعات الهيكل المزعوم والمستوطنين لهدم قبة الصخرة المشرفة ، وغيرها من انتهاكات مؤشر علي عدم أكثرت دولة الاحتلال الإسرائيلي بقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وغير ابهه بالإدانة الدولية ورفض العالم الحر لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب الدولة المنظم الأمر الذي يفرض علي الفلسطينين مواجهة هذه الجرائم والانتهاكات والسياسات العنصرية وجرائم المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
ما العمل ؟
لعل تصعيد جرائم دولة الاحتلال يتطلب موقف سياسي بالتحلل من التزامات أوسلو وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال وقف التنسيق الأمني والعلاقات مع دولة الاحتلال وتدويل الصراع وتعظيم الاشتباك الشعبي والدبلوماسي والقانوني والإعلامي مع دولة الاحتلال، فلم تبقي دولة الاحتلال اي فرص لاي واهم بالتسوية أو حتي استعادة الحقوق بالرهان علي امريكا فحتي الان قنصلية في القدس الفلسطنيين لم تفتح وإعادة مكتب المنظمة في واشنطن لم يتم عدا عن رفع حركة كهانا، من لائحة الإرهاب الأمريكية رغم تظرفها وجرائمها وارهابها بحق الفلسطينيين ؟ أما الجماهير الفلسطينية في الضفة وفي مناطق 48 فهي تعرف طريقها للزحف الشعبي لحماية مدينة القدس، وتصعيد المواجهات الشعبية في كل المدن الفلسطينية ، فيما التحركات الشعبية من الجاليات الفلسطينية وحركة التضامن الدولي مع فلسطين وحركة المقاطعة وفرض العقوبات وكل الاحرار في العالم باتت ضرورية من الان للمطالبة بوقف الاعتداءات علي القدس وباقي الجرائم بحق الفلسطينيين والمطالبة بإنهاء الاحتلال ولحين ذلك مطالبة الدول بفرض العقوبات والمقاطعة والمحاسبة لقادة الاحتلال الإسرائيلي كمجرمي حرب وقف انتقائية تنفيذ القانون الدولي وازدوجية المعايير ، وفي المقابل قيادة تحركات دبلوماسية وسياسية عربية ودولية لتشكيل حائط صد لمخططات الاحتلال الإسرائيلي عبر استخدام كل مقاربات التدويل للصراع وعقد قمة عربية علي مستوي وزراء الخارجية واجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي ودعوة مجلس الأمن والجمعية العامة بصيغة متحدين من أجل السلام ودعوة مجلس حقوق الإنسان لجلسة استثنائية وطلب عقد اجتماع دولي للدول الأطراف المتعاقدة علي اتفاقيات جنيف لتوفير الحماية الدولية للفلسطينين وللقيام بالوجبات الأخلاقية والقانونية الفردية والجماعية لوقف جرائم الاحتلال واستخدام كافة الآليات الدولية التعاقدية وغير التعاقدية ، وإطلاق أوسع حملة إعلامية واللغات الدولية وتحرك كل نشطاء الإعلام الاجتماعي وسائل الإعلام لفضح جرائم الاحتلال ، عدا عن استخدام الوسائل الكفاحية للرد علي جرائم الاحتلال ما اقتضت الضرورة ذلك ، مع تعزيز وحدة التجمعات الفلسطينية في إطار وحدة الشعب والدم والقضية والمصير المشترك، عبر قيام كل تجمع بالتحرك وفق ما يتناسب معه ومع جسامة المخاطر التي تتهدد الفلسطينين ومدينة القدس والمسجد الأقصى ، والتاريخ والشعب لن يرحم كل من يتخادل عن القيام بدوره في هذه المعركة الحالية والقادمة ، وان كنا عاجزين عن استعادة الوحدة الوطنية وإعادة بناء كل مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني فعل الاقل لنتوحد في معركة الوجود ميدانيا وسياسيا ، فإذا كان التهديد والتحذير مطلوب للعالم من مخططات وجرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي ومطالبة الوسطاء بوقف الاعتداءات في القدس وعلي المسجد الأقصى ، فإن الاستعداد والتحركات العملية واتخاذ القرارات الوطنية والادوات الملائمة كفيلة بإفشال مخططات الاحتلال ، ولعل التراخي والاكتفاء بالشجب والاستنكار والتحذير من حرب دينية وانهيار الأمن والسلم الإقليمي والدولي، لن يحرر وطن ولن ويوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ولن يمنع هدم المسجد الأقصى أو تدنسية وفرض التقسيم الزماني والمكاني ، ولعل الفعل الفلسطيني المقاوم وبكافة الاشكال والادوات كفيل برفع كلفة الاحتلال وكفيل بتحرك الإقليم والعالم ، وإن بقي احتمال ضعيف أن توقف دولة الاحتلال الإسرائيلي مسيرة الإعلام أو تمنعها من دخول الحي الاسلامي وباب العمود بناء علي التدخلات الإقليمية والدولية ومن الوسطاء ، وفي كل الأحوال مطلوب قرارات وأفعال وطنية ترقي لمستوي التحديات وجعل القدس بوصلة الفعل والزحف إليها هدف لحمايتها، ومن يتقاعس يضع نفسة في خانة الشراكة مع الاحتلال في استمرار عدوانه وجرائمة بحق الفلسطينيين والحقوق الوطنية.