في الخامس والعشرين من الشهر الحالي قرر كل من أسامة أبو عيشة وحجازي صبيح بدء اعتصامهما في مقر الصليب الأحمر في مدينة القدس المحتلة، كل منهما معه قرار بالإبعاد عن مدينة القدس لسته أشهر، وهو ما رفضاه وقرارا مواجهته بهذا الاعتصام.
وفي خيمتين في ساحة الصليب الأحمر في منطقة حي الشيخ جراح بمحيط البلدة القديمة، يبيت كل من أبو عيشة وصبيح ليس ببعيد عن بيتهما حيث يسكن أبو عيشة بحي الشيخ جراح بينما يسكن صبيح في البلدة القديمة، رافعين شعار "مش طالع".
يقول صبيح "قرارات الإبعاد ليست قانونية ولن نخضع طواعية لها وسنبقى نرفض الخروج من مدينتنا، ونحن مستمرين في الاعتصام وقد أبلغنا ممثلي الصليب بذلك ولن نتراجع".
وعن قرار إبعاده قال:" في الثامن من ديسمبر الفائت اعتقلت من قبل شرطة الاحتلال بتهمة عدم تنفيذي لقرار إبعاد صادر بحقي، ولم أكن أعلن شيئاً عنه، واكتشفت فيما بعد أن القرار صادر منذ نوفمبر الفائت ولكني لم أتسلمه، وتم معاقبتي على قرار لم أتسلمه".
صبيح 33 عاماً، ورفيقه سامر 27 عاماً، أبلغا الصليب الأحمر بمطالبهم منه وهي:" إيصال رسالتنا للعالم كله وهي أننا لن نخرج من القدس ولن يوافقوا على أيه قرار بخروجهم من مدينتهم".
وقال صبيح:" خلال الاجتماع مع ممثلي الصليب وعدنا برفع رساله لكل الجهات بأن قرار الإبعاد غير قانوني والعمل على حل هذه القضية والتي تتنافى مع القانون الدولي الذي يضمن للإنسان التواجد في مدينته وبين أولاده، بشكل جذري".
ولم يستبعد صبيح أن تقوم قوات الاحتلال بإبعادهم بالقوة من الصليب، وقال :" نحن نعلم جيدا أن الاحتلال لا يراعي حرمه للمؤسسات الدولية، سبق وأن تواجد النواب في مقر الصليب وقامت قوات الاحتلال اعتقالهم بالقوة".
ورغم ذلك يأمل حجازي وسامر من خطوتهما، وهي الأولى من نوعها بأن يتم رفض قرارات الإبعاد، أن تشكل سابقة يقتدى بها برفض أي قرار بالإبعاد عن المدينة، وخاصة أن الاحتلال في حاله الإذعان لقراره يقوم بوضع شروط تعجيزية على تنفيذ قرار الإبعاد.
وقال صبيح:" الهدف الرئيسي من هذه القرارات إخراجنا من المدينة المقدسة وتهجيرنا منها لصالح المستوطنين، فكيف يمكن تفسير أن أكون أشكل خطرا على إسرائيل في القدس، بينما يتم إبعادي إلى يافا، فهل هناك لا أشكل خطرا على هذه الدولة".
وحجازي متزوج وله ثلاثة أبناء، يشكل قرار الإبعاد عقابا جماعيا له ولعائلته بالكامل، وكذلك أبو عيشة، وهو ما شكل سبباً إضافياً لاتخاذهما هذا القرار الذي لاقى دعماً من القطاعات الشعبية والرسمية المختلفة في مدينة القدس، حيث يتوافد العشرات المقدسيين على مدار الساعة على خيمتهما لدعمها وتأكيد تأييد هذه الخطوة.