تنتشر ظاهرة تمزيق الطلاب للكتب المدرسية بعد انتهاء امتحانات نهاية الموسم الدراسي، في مختلف دول العالم العربي حيث لا تكاد دولة عربية تخلو منها.
وتحتاج هذه الظاهرة وفق ما نشره موقع "أبناء المدينة"، إلى خطط علاجية تمنع تفاقمها وتحول دون تحولها إلى ظاهرة مقلقة في الميدان التعليمي التربوي، ما أدى إلى إثارة التساؤلات حول أسباب الظاهرة التي تشير إلى غضب الطلاب أو عدم قدرة النظام التعليمي على التعاطي معهم.
أما فلسطينياً فتتواجد هذه الظاهرة بين طلبة المدارس كرد فعل ناتجة عن كثرة القرارات، وتعدد الموضوعات الخاصة بالمناهج وطولها، وضغط الاختبارات، إضافةً إلى زيادة مدة اليوم الدراسي.
وبحسب احصاءات لباحثين في هذه الظاهرة تبيّن أنّهم طلبة في السنوات الأولى من التعليم، حتى سن الحادي عشر، حيث تصل نسبة الطلبة الذين يرتكبون هذا الخطأ إلى أكثر من 80%، كما أنها تكاد تنعدم عند الطلبة الذين يبلغون من العمر 14 عاماً فما فوق، كونهم أصبحوا في مثل هذه السن أكثر إدراكاً ووعياً بأهمية الكتب.
ويؤكد خبراء التربية، على أهمية خلق بيئة مدرسية جاذبة، تُشجع الطالب على حب المدرسة وتُعزز سلوكياته الإيجابية نحو التعلم.
فيما يعزو الكثير من المختصين هذه الظاهرة إلى أسباب وعوامل كثيرة تؤدي لهذا السلوك، بينها الضغوط الكبيرة التي يتعرضون لها من جراء تراجع مستوى وتهالك المدارس، فضلاً عن ضغوط الأهل عليهم، وضعف التوعية والثقافة العامة، كذلك نتيجة انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت في متناول الطلاب منذ نعومة أظافرهم.
ويرى باحثون في علم النفس التربوي، أن "خطورة الظاهرة تكمن في أنها تُشير إلى أنَّ الطالب مُجبر على الدراسة وكاره لها، وهذا يعني فشل وزارة التربية في مهمتها، وافتقارها إلى أسلوب يُعيد الثقة للطالب في المدرسة باعتبارها طريقه إلى المستقبل".
وبيّنوا أنَّ تمزيق الكُتب الدراسية يدل على كثير من الأمور النفسية والاجتماعية والثقافية السيئة التي توجد في عقول طلبة المدارس.
أما خبراء علم النفس، فاعتبروا أنَّ "الطالب يعتقد أنه انتهى من كل واجباته بعد انتهاء الاختبارات، وهذا يدل على عدم الاهتمام بالثقافة والكتاب، على خلاف العالم المتحضر الذي يكون به الكتاب صديق للإنسان ومستقبله".
وأشاروا إلى أنّ الطالب يعتبر أكبر عبء عليه هو الكتاب لذلك بعد الانتهاء من الاختبار يُمزق الكُتب، على اعتبار أنّه حمل سقط عن كاهله، ولا يُريد أن يكون له انتماء للكتاب.
التدخلات والحلول
وهنا تلعب حملات التوعية دوراً كبيراً في تعريف الطلبة بشكل كبير، بأهمية الكتاب على المستوى البعيد، وأنَّ الدراسة ليست لحظية، كما يجب على المرشدين في المدرسة الالتزام بإجراء الأبحاث والتقارير ورفعها دورياً إلى الإدارة المدرسية، للتمكّن من الإحاطة بأيّ مشكلة في وقت مبكر، بالإضافة إلى المتابعة الدائمة لأولياء الأمور.