نعم يوجد "داعش" عند اليهود، ذلك التنظيم الاسلامي المتطرف الذي يتفاخر بقطع رؤوس من لا يؤدون الفرائض الاسلامية حسب تفسيره. يوجد لدى اليهود تنظيم صغير ممن يقتلون العرب ويفخرون باعمالهم البربرية. إنهم يوجدون على هوامش الجالية اليهودية في اسرائيل، لكن تأثير اعمالهم ليس هامشيا. إنهم يشكلون خطر الموت ضد من يستهدفونهم، وهم يشكلون خطرا على دولة اسرائيل. إنهم مثل "داعش" يؤمنون بأنهم يحققون رغبة الله ويتجاهلون قوانين الدولة والمعايير الاخلاقية للمجتمع الذي يعيشون فيه.
إنهم يرفضون دولة اسرائيل وقوانينها، لكنهم يطالبون بالدفاع عن تلك القوانين عند اعتقالهم والتحقيق معهم. إنهم يبصقون في وجوهنا، ومع ذلك يزعمون أنه يجب على الدولة أن تلتزم بحقوق كل مواطنيها، لا سيما اولئك المشبوهين بتنفيذ الجرائم. هل هم "قنبلة موقوتة"، وبالتالي يمكن استخدام اساليب تحقيق "مكثفة"؟ إن استمرار افعالهم الفظيعة سيؤدي الى موت الأبرياء ويضر بدولة اسرائيل، ومن شأنه ايضا اعادة تأجيج دورة العنف بين اليهود والعرب التي سيكون من الصعب وقفها. جميع مواطني اسرائيل، يهودا وعربا، يتوقعون اعتقال المتهمين بقتل العائلة العربية في دوما ومحاكمتهم ومعاقبتهم، وكذلك محاكمة مؤيديهم بتهمة التحريض على القتل، وأن تختفي ظاهرة "تدفيع الثمن" من بلادنا.
نفكر دائما بسؤال كيف نجحت هذه الجماعة في النشوء في اوساطنا. يسهل اتهام المستوطنات في "يهودا" و"السامرة" كمنشأ لهؤلاء الهستيريين. قتلة محمد أبو خضير لم يكونوا مستوطنين. ايضا من ألحقوا الاضرار بالاماكن المقدسة المسيحية في اسرائيل لم يكونوا مستوطنين. الاصولية الدينية التي تبرر العنف لا تنحصر في اماكن سكنية معينة.
علينا التوجه لزعمائنا الدينيين في "يهودا" و"السامرة" وباقي أجزاء دولة اسرائيل والمطالبة بامساك زمام الشبان المتدينين. وعلى اجهزة الامن القاء القبض عليهم ومحاكمتهم. إنهم يشبهون "داعش" في معتقدهم بأن الله يفرض عليهم القتل. "داعش يقتل الكفار" وهم يقتلون العرب.
مطلوب جهد عسكري دولي من لمواجهة "داعش". العالم والملايين الذين يعانون من الافعال البربرية في سورية والعراق ما زالوا ينتظرون حدوث ذلك. ويجب أن يتم هذا آجلا أو عاجلا. ظاهرة الاصوليين الدينيين اليهود الذين يقتلون الأبرياء أصغر كثيرا، لحسن حظنا، ومن الاسهل كبحها. ومع ذلك مطلوب جهد مركز للاجهزة الامنية والجهاز القضائي والقيادة الدينية اليهودية من اجل منع انتشارها والعمل على القضاء عليها.
يمكن القول إنه ليس صدفة أن الاعمال الجنائية لاولئك المهووسين تتداخل مع موجة الارهاب التي تمر بها اسرائيل في الاشهر الاخيرة. يمكن أنهم يرون من خلال تفكيرهم المشوه أن أعمالهم هي رد على "الارهابيين" الذين يلوحون بالسكاكين. إلا أن افعالهم تزيد من صعوبة نجاح المسؤولين عن القانون والنظام. مثل "داعش"، مطلوب وضع حد لاعمال اخوتهم في الايديولوجيا والسلاح، وفي أسرع وقت ممكن.
عن "هآرتس