أكّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، القائد زياد النخالة، أنّ الإمام الخميني، أعطى بنهضته وحضوره معنى لحياة المسلمين، في كل مكان في العالم.
وقال النخالة في ذكر رحيل الإمام الخميني: "كانوا قبل نهوضه وثورته يغفون في سراديب النسيان، فأعطاهم الأمل بأن التغيير ليس ممكنًا فحسب، بل وحتميًّا أيضًا... لقد حرر المسلمين والمستضعفين من رعب الدول الكبرى، ذلك السيف الذي ظل مسلطًا على رقابنا عقودًا طويلة، ويحاول أن يستحضره المهزومون اليوم، وفي كل يوم".
وأضاف: "لقد أكد الإمام بثورته أن الدول الاستعمارية الكبرى يمكن أن تنكسر، ويمكن أن تتراجع، ويمكن أن تهزم، إذا تحررنا من استلابها والتبعية لها، وإذا امتلكنا إرادتنا حرة، وبعثناها بالإيمان والعمل فاعلة وقوية".
وفيما يلي نص كلمة النخالة، بمناسبة رحيل الإمام الخميني، كما نشرها الموقع الإلكتروني لحركة الجهاد الإسلامي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائدنا وسيدنا رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
الدكتور علي أكبر ولايتي الأمين العام لمجمع الصحوة الإسلامية
العلماء الأفاضل والسادة المشاركون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أربعين عامًا، كانت تنطلق الثورة الإسلامية في إيران، بقيادة الإمام الخميني رضوان الله عليه... واستمرار حضوره، وحضور الثورة الإسلامية، أكبر من أن تخفيه التحديات، أو تستطيع قوى الشر والاستكبار إلغاءه، أو الحد من تأثيراته.
لقد أعطى الإمام بنهضته وحضوره معنى لحياة المسلمين، في كل مكان في العالم، حيث كانوا قبل نهوضه وثورته يغفون في سراديب النسيان، فأعطاهم الأمل بأن التغيير ليس ممكنًا فحسب، بل وحتميًّا أيضًا... لقد حرر المسلمين والمستضعفين من رعب الدول الكبرى، ذلك السيف الذي ظل مسلطًا على رقابنا عقودًا طويلة، ويحاول أن يستحضره المهزومون اليوم، وفي كل يوم... لقد أكد الإمام بثورته أن الدول الاستعمارية الكبرى يمكن أن تنكسر، ويمكن أن تتراجع، ويمكن أن تهزم، إذا تحررنا من استلابها والتبعية لها، وإذا امتلكنا إرادتنا حرة، وبعثناها بالإيمان والعمل فاعلة وقوية.
لقد أعاد الإمام للإسلام جوهره النقي، إسلام الجهاد والاستشهاد والنهوض والثورة... ذلك الإسلام الذي يعيد للأمة أصالتها وهويتها وروحها المسروقة، الإسلام الذي يحرك الشعوب، ويقودها ويخرجها إلى الشوارع والميادين ضد الطواغيت والمستكبرين، الإسلام الذي يقود الحياة بعد أربعة عشر قرنًا على انبعاثه، كم هو ثابت وراسخ في وجدان الأمة، وقادر على التجدد والانبعاث من جديد، وقادر على إقامة الدولة الإسلامية العادلة، الإسلام الذي يجعل مجاهدًا فردًا يقتل بضربة واحدة أكثر من مئتين من جنود الأمريكان، والعشرات من الجنود الصهاينة، في أكثر من مكان.
لقد أصبح الإمام رمزًا عظيمًا لكل الرجال الذين يصنعون التاريخ، وستبقى ثورته تحمل أبعادًا أكثر عمقًا، كلما درسناها، وكلما تعمقنا بها.
السادة الأفاضل
في هذه الأيام تتصادف ذكرى رحيل الإمام مع ذكرى سقوط بيت المقدس، في الخامس من حزيران 1967، وبإجراء جردة حساب سريعة، يتبين من هو مع القدس، ومع تحريرها من الاحتلال الصهيوني، ومن يتعامى عنها، وينفتح على محتليها بالاستسلام... الأمر لا يحتاج الكثير من الجهد، فلم يعد يخفى على أحد ما يجري في منطقتنا، فالحال يغني عن السؤال، والاعتراف بالكيان الصهيوني الذي يحتل القدس وفلسطين، والتعامل معه، لا يتوقف. وحدها الجمهورية الإسلامية تقف في كل الميادين، مدافعة وداعمة ومؤيدة للشعب الفلسطيني ومقاومته، وتنادي بتحرير القدس وتحرير فلسطين.
هذه هي ثورة الإمام التي غيرت في معادلات المنطقة، بل وفي المعادلات الدولية، وجعلت الشعوب أكثر قدرة وأكثر جرأة، على مواجهة السياسات الأمريكية، ومواجهة العدو المركزي للأمة العربية والإسلامية، وعلى وجه الخصوص الشعب الفلسطيني ومقاومته.
نعم، في المواجهات وفي الحروب توجد تضحيات، وتوجد خسائر، ولكن لا تراجع عما تم تحقيقه، وعوامل التقدم والانتصار تلوح في الأفق... فبين الأمس واليوم كل شيء مختلف، وحضور المقاومة وثباتها لا يخفى على صاحب بصيرة، وثبات الجمهورية الإسلامية على خطها السياسي الواضح والمستقيم، امتدادًا لثورة الإمام، ما زال حاضرًا، ويفعل فعله في كل المواقع؛ من طهران، إلى بغداد، إلى اليمن، إلى سوريا ولبنان، إلى فلسطين... في هذه الجغرافيا الهائلة وغيرها، تقف بعناد وتصميم، في مواجهة المشروع الصهيوني، وتمنعه من التمدد، وتفرض عليه الانحسار، رغم الدعم الأمريكي والاستعماري الهائل الذي يقاتل من أجل السيطرة على شعوب العالم ومقدراتها.
إن الشعب الفلسطيني اليوم يقدم النموذج الأبرز في مواجهة التمدد الصهيوني، ويفرض عليه الانحسار، ويشاغله في كل نقطة من فلسطين... وما كان هذا ليكون لولا بسالة الشعب الفلسطيني ومقاومته، ولولا الدعم السياسي والمادي الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية، والذي لم يتوقف لحظة واحدة، رغم الثمن الهائل الذي تدفعه إيران بسبب ذلك... لكنها الثورة والإسلام بأبهى تجلياته، الإسلام الذي يرفض الظلم، وينحاز للمظلومين وللعدل والحق، وينحاز لفلسطين ومقاومتها التي تمثل الحق في مواجهة الباطل.
السادة الأفاضل
إن تجربة الإمام الخميني ومسيرته، ورحلة حياته وثورته، يجب أن تبقى ماثلة أمامنا، لما تمثله من حركة إحياء مستمرة للإسلام في مواجهة الظلم، وللإسلام في ترسيخ العدالة الإلهية في حياة الإنسان. وإن حضور الجمهورية الإسلامية وقيادتها الدائم في مواجهة الظلم، لهو أكبر دليل على أن هذه المسيرة ما زالت تفعل فعلها، وتثبت كل يوم أنها الأقدر على الانتقال بالناس من العبودية إلى الحرية، ومن التبعية إلى الريادة.
بارك الله فيكم، والرحمة والعلو لصاحب الذكرى الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،