دماء شيرين على سكة قطار "تحقيق بلينكن" المستقل الموثوق!

1638599527-781-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور 

في تصريح قمة "الوقاحة السياسية"، تحدث وزير الخارجية الأمريكي "اليهودي" أنطوني بلينكن، عن سبب عدم محاسبة دولة الكيان العنصري على جريمتها باعدام الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة (تحمل جنسية أمريكية)، بأنه لم يثبت بعد من الذي ارتكب تلك الجريمة، "أنا آسف، مع كل احترامي، لم يتم التثبت منها بعد"، "نحن نتطلع الى تحقيق مستقل وموثوق به، وعندما يحصل هذا التحقيق، سوف نتبع الحقائق حيثما تقودنا. الأمر بهذا الوضوح".

حديث الوزير الأمريكي يبدو في "قمة الأدب السياسي" و"القانوني المطلق"، ولكنه اساء "الأدب السياسي" فيما يتعلق بتحقيق السلطة الفلسطينية وتقريرها، والذي أطلعت عليه بتفاصيله وشواهده جهاز مخابرات بلده "سي آي أيه"، ولأن الهدف لبس معرفة القاتل بل حماية القاتل ذهب الى البحث عن "تحقيق مستقل وموثوق"، ولم يفسر معنى "الموثوق"، هل أمريكا مثلا التي لا تترك مجالا لحماية الكيان يمكنها أن تكون "طرفا موثوقا".

بلينكن في الحقيقة لا يبحث عن الحقيقة بل طمس الحقيقة وتجاهلها، بعدما كشفت كل التقارير الإعلامية والتحقيقات التي نشرتها وسائل إعلام أمريكية، منها سي أن أن ووكالة أسوشيتد برس، حتى بعض الوسائل العبرية، بأن جيش الاحتلال دون غيره من أطلق النار الذي أدى الى مقتل شيرين.

ولو تركنا تحقيق السلطة الفلسطينية واهانته لها، وطعنه بشرفها "المهني"، وكذا كل التقارير الإعلامية، ماذا فعل بلينكن لإعدام الفلسطيني عمر أسعد في رام الله فبراير 2022، بيد جيش الاحتلال، جريمة لم تكن تحتاج لا تحقيق شفاف ومستقل وموثوق، حتى أن مرتكبيها اعتبروها بـ "خطأ" يستوجب التحقيق.

وخلال حرب مايو 2021، قامت طائرات دولة الأبرتهايد بقصف برج سكني يضم مكاتب إعلامية، بينها وكالات أمريكية، وتلك جريمة لم تكن بحاجة الى تحقيق لا شفاف ولا موثوق، فيما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورا لـ 67 طفلا فلسطينيا قتلوا خلال ذلك العدوان بينهم من لازال جزء من جسده تحت الأنقاض التي بقيت شاهدة، جرائم حرب دون أي مساءلة مع أن المجرم معترف بها، ورغم ذلك فإن أمريكا أيضا أصابها الخرس، بل أنها رأت فيها "حق من حقوق الكيان".

قبل أيام تم نشر خبر عن مقتل صحفي فرنسي في أوكرانيا، دون معرفة أي تفاصيل عن عمله ومكانه، ولماذا ذهب الى تلك المنطقة، ودون وثيقة اثبات كشريط فيديو يثبت عملية إطلاق النار بوضوح على رأسه، خرجت الخارجية الأمريكية التي يقودها "بلينكن" تستنكر وتدين الجريم "الروسية"، وفتحت كل نيرانها قبل ان تطالب بـ "تحقيق شفاف مستقل موثوق" يقود الى "حقائق لاتباعها".

مسلسل جرائم الإعدام الميدانية لجيش الاحتلال في الضفة والقدس، أصبح خبرا يوميا موثقا صوتا وصورة واعترافا بكل اللغات الحية، عدا لغة الأمريكاني أنطوني بلينكن الخاصة، فيبدو أنه يحتاج الى مساعدة فك رموز القتل الإنساني في فلسطين بطريقة مستحدثة، كي يستطيع فهممها.

كان للوزير الأمريكي، ألا يخجل لا بصفته ولا بجنسيته ولا بديانته، أن يقول الحقيقة، ان إسرائيل خط أحمر، خارج المحاسبة والمساءلة، وهي تمتلك كل أشكال الحصانة التي تمنع أي مساس بها، ولها الحق في قتل من ترى انه يجب أن يقتل...فتلك أقوال أصدق كثيرا من "المكذبة الكبرى" المسماة بـ "تحقيق شفاف".

جرائم دولة "الفاشية اليهودية" متوفرة وبشكل غير مسبوق في "مخازن" الجنائية الدولية، التي يعمل المحقق البريطاني على "اعدامها" بكل هدوء، وربما لن ترى النور في زمنه ابدا، كونه منشغل جدا بأمر "طوني" أمريكا حول حرب أوكرانيا ابنة الـ 100 يوم.

مجددا، كل من يطالب أمريكا بموقف "متوازن" مع دولة الكيان، بحاجة الى علاج من مرض "الفصام السياسي"، كونها طلبات تساعد في ترويج أوهام لا أكثر..وتغطية على جرائمها بحماية دولة "أم الجرائم".

ملاحظة: من غرائب الحال المحلي أن إشاعة "تمويت" الرئيس عباس انتشرت بشكل سريع جدا بعد قيام رأس حكومة الإرهاب بينيت بـ "مدح" حماس والتزامها "الهدوء المطلق"..لهيك وجب مكافأتها بزيادة عدد عمال غزة للعمل داخل الكيان...إشاعة اسمها حرف مسار شي حقيقي بشي وهمي..ولسه القادم أنيل!

تنويه خاص: تعيين ممثل "دولة الفاشية الجديدة" نائبا لرئيس الجمعية العامة، وبعد مسلسل الاعدامات الميدانية وتقرير لجنة أممية، هو خطوة تحقير كل تقارير تطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الذين يمثلهم "قردان"!