قال الكاتب والمحلل السياسي، د. عماد عمر، إنَّ خمسة عشر عاماً من الانقسام السياسي الفلسطيني الذي حدث في العام 2007 كفيلة بتقييم تلك التجربة من قبل الكل الوطني، وانعكاسات تلك المرحلة على الحالة الفلسطينية بكافة مجالاتها الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف عمر، في تصريحٍ وصل وكالة "خبر": "إنَّ الانقسام الفلسطيني ظاهرة سوداء في تاريخ القضية الفلسطينية ويجب العمل على تبييضها ومحوها من الذاكرة رغم ما حملته من مأساة ومعاناة، شكلت انعطافة كبيرة على مسار القضية الفلسطينية، وأوصلتنا إلى ما نحن اليوم عليه من مشاريع تصفية وتهويد للقضية الفلسطينية وتوغل استيطاني وتدنيس للمقدسات الإسلامية والمسيحية".
وتابع: "إنَّ أحداث الانقسام التي وقعت قبل خمسة عشر عاماً تُشكل ذكرى أليمة على الشعب الفلسطيني، أدت إلى تراجع القضية الفلسطينية على المستويين الدولي والعربي".
وأشار عمر إلى أنَّ الانقسام لم يكن تأثيره على المستوى السياسي فحسب، بل أدى إلى انقسام اجتماعي واقتصادي وتعطيل لعدد كبير من مناحي الحياة وخاصة في قطاع غزّة.
وبيّن أنَّ الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، هو مفتاح الحل لإنهاء أيّ أزمات وتحديات يُعاني منها الشعب الفلسطيني، خاصةً المتعلقة بمواجهة التحديات التي تُواجه القضية الفلسطينية في ظل وجود حكومة "إسرائيلية" متطرفة تسعى لتنفيذ مشاريع تصفية للقضية الفلسطينية، ناهيك عن الأزمات التي يُعاني منها الشعب الفلسطيني المتعلقة بالبطالة وهجرة الشباب والنهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وختم عمر حديثه، بالتأكيد على ضرورة العودة إلى الشعب كونه مصدر السلطات عبر انتخابات حرة ونزيهة تُشكل مدخلاً لإنهاء حالة الانقسام وتجديد شرعية مؤسسات النظام السياسي وخاصة المجلس التشريعي والرئاسة كونها أصبحت جميعها مُنتهية الصلاحية ولا تتمتع بأي من الشرعيات، مُوضحاً أنَّ الشعب هو مصدر الشرعية ومن ينتخبه الشعب يُصبح هو من يُدير المؤسسات الفلسطينية للمرحلة المقبلة، وهذا من شأنه أنَّ يُساهم في وضع حل لأزمات الشعب الفلسطيني التي تراكمت طوال 15 عام من الانقسام.