هارتس : بينيت يدرك خطر الارتباط بنتنياهو

سامي-بيرتس.jpg
حجم الخط

بقلم: سامي بيرتس

 

 



اللحظة التي سيرفع فيها رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، يده في النضال من أجل بقاء حكومته، التي عمرها سنة، آخذة في الاقتراب. وإذا لم يكن هناك أي انحراف واضح في الحبكة فهو سيقف أمام معضلة واحدة ووحيدة وهي هل سيواصل النضال من أجل صورة إسرائيل أيضا في الجولة القادمة في محاولة مشتركة مع عدد من الاحزاب غير المستعدة للموافقة على رئيس حكومة متهم بمخالفات جنائية، أم أنه سيتراجع وينضم لبنيامين نتنياهو.
خلافا للحملات الانتخابية السابقة، التي لم يكن له فيها أي مشكلة في أن يكون خاضعاً لنتنياهو ولم يعتبر أن لوائح الاتهام المقدمة ضده ستبعده، فإن بينيت في هذه المرة يفهم المغزى الحقيقي للوضع.
عرف بينيت حتى في السابق عبادة الشخصية التي تطورت حول نتنياهو، وعرف كم هو محيطه مسمم. ولكن في السنة الأخيرة لاحظ المزيد من الأمور، وربما شكلت صورة واقعه بشكل أفضل. فعليا، رغم ضعفه السياسي إلا أن بينيت ما زال يمكنه أن يكون الشخص الذي سيمنع عودة نتنياهو الى الحكم. السؤال الاول الذي يجب طرحه هو هل يعتبر عودة نتنياهو مشكلة أو خطرا؟ على المستوى الاخلاقي لم يسمع بينيت في أي وقت وهو يتحفظ على سيناريو وجود رئيس حكومة في منصبه في الوقت الذي توجد فيه لائحة اتهام ضده. الحساب بينه وبين نتنياهو يتعلق أكثر بالمستوى الشخصي. بعد سنة شاهد فيها كيف تعمل الماكينة البيبية وكيف تفكك حزبه، وتصل ولايته الى نهايتها مبكراً، فإن بينيت اصبح يفهم بشكل افضل قوة هذه الماكينة وحدودها. وهو على قناعة بأن رئيسة الائتلاف السابق، عيديت سلمان، انكسرت بسبب هذا الضغط: "عيديت عانت ملاحقة لأشهر وتعرضت لعنف لفظي من رجال بيبي وسموتريتش بشكل فظيع جدا. وقد وصفت لي التهديدات ضد مكان عمل زوجها شموليك وضد اولادها في بني عكيفا. وفي النهاية انهارت"، قال.
اذا كان هذا يعتبر نشاطا شرعيا للمعارضة فإن طريقه الى احضان نتنياهو معبدة. ولكن اذا كان يفهم أنه يوجد هنا سلوك عصابي يستهدف أمرا واحدا، وهو عودة نتنياهو الى بلفور، فإن هذا الأمر يقتضي منه فعل ما يجب عليه فعله من أجل عدم حدوث ذلك.
التحدي الأكثر أهمية من "فقط ليس بيبي" هو خصوصية هذا الائتلاف، الذي يضم أحزاب يسار ووسط و"راعم". صديق بينيت، عضو الكنيست نير اورباخ، قال عن الشراكة مع "راعم"، إن "التجربة فشلت". بينيت يكثر من الاشادة بالتعاون مع منصور عباس. ويبدو أنه يؤمن وبحق بأنه يجب أن يعالجوا معا تحديات المجتمع العربي. ويعكس اورباخ مقاربة محافظة وجبانة، أما بينيت فلديه جرأة اكبر.
بسبب أن منصور عباس واعضاء كنيست مثل عيساوي فريج (ميرتس) وابتسام مراعنة (العمل) يلتزمون بهذه التجربة، ورغم الصعوبات امام اعضاء كنيست عرب في هذا الائتلاف، إلا أن الدرس الذي يجب أن يتعلمه بينيت هو أن التجربة لم تفشل. انتخاب حزب "يمينا" لاعضائه في الكنيست هو الذي فشل. واذا كان بينيت يؤمن حقا بهذا التعاون فإنه في المرة القادمة يجب عليه أن يفحص بشكل افضل الاشخاص في حزبه، والتأكد من أنه يوجد لهم عمود فقري وجرأة وقدرة على تحمل الضغط. الاحتضان الذي حصلت عليه سلمان من البيبيين، الذين كادوا فقط قبل بضعة أشهر يقتلونها، يدل على ضعفها والصعوبة التي تواجهها. ايضا اورباخ يجد صعوبة في الصمود امام هذه الضغوط.
لا يوجد أي سبب حقيقي لبينيت كي يتوج نتنياهو، الذي بالتأكيد سيفعل كل ما في استطاعته لتقزيم بينيت واعادته الى حجمه الاصلي بعد مرور سنة على وجوده في مكتب رئيس الحكومة. ولكن يجب ألا يكون هنا موضوع شخصي فقط. يوجد لبينيت واجب تجاه الاحزاب والمصوتين الذين بفضلهم تم تعيينه رئيسا للحكومة. ويجب عليه مواصلة خدمة الافكار التي يروج لها، الآن، مثل الحوكمة والدفع قدما بالاصلاحات والتعاون مع الاحزاب التي لها رأي آخر، وقبل أي شيء آخر منع تكرار عبادة الشخصية ومبادرات التشريع التي تهدف الى وضع شؤون نتنياهو الشخصية قبل أي مسألة أخرى.

عن "هآرتس"