بدء لواء إسرائيلي عسكري جديد العمل في "إسرائيل"؛ يضم أربع وحدات خاصة، متخصصة في تنفيذ العمليات القائمة على الحيل العسكرية.
وجاءت هذه الخطوة التي أمر بها ما يسمى برئيس هيئة أركان الجيش جادي إيزنكوت فور توليه منصبه قبل سبعة أشهر، لمواجهة تبعات التحولات الدراماتيكية التي تمر بها المنطقة واستخلاصاً لعبر العدوان الأخير على قطاع غزة.
وسيكون من أبرز المهام الملقاة على عاتق اللواء الجديد الذي أطلق عليه اسم "عوز" تنفيذ عمليات خارج حدود فلسطين المحتلة، إلى جانب عمليات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد لمّح آيزنكوت في كلمته خلال الاحتفال الذي نظم في إحدى القواعد العسكرية شمال فلسطين المحتلة بهذه المناسبة إلى أن مواجهة حزب الله سيكونان على رأس أولويات اللواء الجديد.
ونقل موقع "والا" الإخباري عن إيزنكوت قوله "عندما ننظر للشمال، فإننا نميز طابع الرياح التي تهب من لبنان، والتبجح بالتهديدات، وعندما ننظر للشرق نسمع تهديدات (داعش) من العراق وسورية، وعندما ننظر للجنوب فإننا نلمس الأمر نفسه، وهذا ما يبرز أهمية الدور الذي سيقوم به لواء (عوز) كرأس حربة متقدم في الدفاع عن إسرائيل".- حسب قوله
وكان الجنرال أوي غوردين، قائد شعبة "النار"، التي سيعمل اللواء الجديد ضمن إطارها، أكثر وضوحاً في التدليل على أن مجال عمل اللواء الجديد الرئيس سيكون خارج الحدود.
ونقل موقع "والا" عن غوردين قوله خلال الاحتفال إن المهمة الرئيسة للواء الجديد ستكون "المبادرة لمواجهة المقاومة التي باتت تطرق أبواب "إسرائيل" نتاج التحولات التي تعصف بالمنطقة بأسرها".
وفي ما يدل على طابع العمليات التي سينفذها خارج الحدود، قال غوردين إن اللواء الجديد سيعمل على تطوير قدراته في مجال "تنفيذ الحيل العسكرية لضمان تحقيق عنصر المباغتة والمفاجأة وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو". ويضم اللواء الجديد أربع وحدات نخبة، وهي: وحدة مجالان، ووحدة المستعربين "دوفيديفان" ووحدة "إيغوز" التابعة للواء الصفوة "غولاني" ووحدة "ريمون" التابعة للواء الصفوة "جفعاتي".
ويتولى قيادة اللواء الجديد العقيد دفيد زيني، الذي خدم في لواء "غولاني" وقاد "كتيبة 51" في لواء "هحوما"، وقاد وحدة "إيغوز". ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن الوحدات العاملة ضمن اللواء جديدة ستكون مطالبة بقتال المقاومة وجهاً لوجه خارج الحدود أو في عمق الضفة الغربية وقطاع غزّة.
من جهته، قال المعلق العسكري في قناة التلفزة العاشرة، ألون بن دافيد، إن الحرب الأخيرة على غزة دللت على عمق الحاجة لدور الوحدات الخاصة في تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو. ونوه إلى أن قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على مباغتة المقاومين خلال الحرب كانت متدنية لعدم تفعيل وحدات النخبة. وأشار إلى أن المرة الوحيدة خلال الحرب التي امتدت لأكثر من 50 يوماً، التي حاول خلالها الجيش استخدام عناصر وحدات النخبة باءت بالفشل.
وأضاف أنّ الجيش أرسل عناصر من وحدة "الكومندو البحرية" المعروفة بـ"القوة 13" لاستهداف مجموعة من مقاتلي "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، كانت تتمركز في "السودانية"، على شاطئ شمال غزة، إلا أن مقاتلي المقاومة من "القسام" اكتشفوا القوة الإسرائيلية وباغتوها بإطلاق النار مما أجبرها على الفرار من حيث أتت.
وعلى الرغم من أن لواء "عوز" سيكون مكلّفاً بالعمل بشكل رئيس خارج حدود الاحتلال، إلا أن هناك وحدات خاصة أخرى تعمل وستظل تعمل في الخارج. وفي مقدّمة هذه الوحدات، بالإضافة إلى "الكومندو البحرية"، وحدة الصفوة "سرية الأركان"، التي تتبع مباشرة لرئيس هيئة الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات، ومهمتها تنفيذ عمليات عسكرية وجلب معلومات استخبارية. ولا تقتصر استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن العمل في عمق الأراضي السورية واللبنانية وغيرها، على شنّ عمليات خنجرية تقوم على الحيل؛ بل إن الجيش الإسرائيلي يأخذ بعين الاعتبار إمكانية اضطراره لشن حملات عسكرية واسعة النطاق تتطلب استدعاء قوات الاحتياط. وقد أجرى جيش الاحتلال بالفعل قبل شهرين، تدريبات واسعة على شنّ عمليات في عمق الأراضي السورية، شارك فيها الآلاف من قوات الاحتياط، بحيث نفذت هذه المناورات في هضبة الجولان.