افتتحت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس الجمعة، مدرسة جديدة في المية ومية بمدينة صيدا اللبنانية، بدعم من منظمة التحرير الفلسطينية، وبتمويل مشترك من حكومتي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.
وحضر افتتاح مدرسة "الصخرة"، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان السيدة دوروثي شيا، والسفيرة الفرنسية في لبنان السيدة آن غريّو، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، وقائد القوة المشتركة في عين الحلوة عبد الهادي الأسدي، ونائب المفوّض العام لـ"الأونروا" السيدة ليني ستينسيث، ومدير شؤون الأونروا في لبنان السيد كلاوديو كوردوني.
ووفق بيان "الأونروا"، فإنّ هذه المدرسة تعالج تحديات هائلة تتمثل في الاكتظاظ، والصفوف الدراسية الصغيرة، وسوء الإنارة والتهوئة، ومعالجة المشاكل السابقة في المباني المدرسية المستأجرة من خلال توفير مختبرات علمية ومكتبات وملاعب كبيرة.
وأشار إلى أنّ المدرسة ستعتمد نموذجًا ثلاثي اللغات لتقديم التعليم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، بما يتماشى مع السياق متعدد اللغات الذي يميّز لبنان.
وأضاف: "المدرسة المختلطة الجديدة الرائدة توفّر بيئة مدرسية آمنة لنحو ألف طالب فلسطيني، وتوفّر للطلاب أحدث المباني، بما في ذلك 28 صفًّا دراسيًا واسعًا ومكتبة ومسرح ومختبرات وملعبان وقاعات للأنشطة".
من جهته، قال سفير فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور: "الحلم هو حلم والهدف هو هدف والقرار هو قرار، قام السيد الرئيس محمود عبّاس بتأمين قطعة الأرض لبناء هذا الصرح التعليمي والذي يندرج ضمن برنامج وتوجيهات سيادته ببذل أقصى جهد للنهوض بالوضع المعيشي لأبناء شعبنا اللاجئ في لبنان على المستويات الصحية والتعليمية والمعيشية كافةً".
وتابع: "بِاسم أهلنا اللاجئين في لبنان أتقدم بالتحية والتقدير إلى سيادة الرئيس محمود عبّاس ومنظمة التحرير الفلسطينية المساهمة في تأمين قطعة الارض لبناء هذا الصرح العلمي المتطور، وللمانحين حكومة الولايات المتحدة الممثلة بسعادة السفيرة دوروثي شيا والحكومة الفرنسية الممثلة بسعادة السفيرة آن غريو، والأونروا والأشقاء اللبنانيين من خلال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن والشكر موصول لنواب صيدا الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري للسيدة بهية الحريري وسعادة المحافظ وبلدية صيدا والأجهزة الأمنية والمدنية ولكل من ساهم في تذليل العقبات امام إنجاز هذا الصرح التعليمي".
وأضاف: "العهد بأننا لن ندّخر أي جهد في سبيل أداء واجبنا تجاه أهلنا في التخفيف من معاناتهم في كل المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية، وهذا الصرح يأتي ضمن مجموعة من الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية.
من جانبها، أشارت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا، إلى أنّ "الأونروا" هي شريان حياة للفلسطينيين المحتاجين سواء كان ذلك عبر توفير التعليم والرعاية الصحية أو المساعدة الطارئة للمتضررين من النزاع.
بدورها، بيّنت السفيرة الفرنسية آن غريّو، أهمية توفير حياة كريمة للاجئي فلسطين ودعم "الأونروا" بالتعاون مع شركائها وخاصة في مجال التعليم، مُضيفةً: "من خلال التعليم وإتاحته للأطفال كافةً يمكن للبنان أن يبني مستقبله".
من ناحيته، قال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن: "إنّنا بالرغم من كل الصعوبات والتحديات، متمسكون مع شركائنا ببناء الأمل، وصناعة التفاؤل، وتمكين الاستقرار، تحت سقف القانون واحترام الشرعيات".
وأضاف: "التعليمُ الجيّد مدخلٌ للتنمية، والتنميةُ بابٌ للقوة والنهوض والثقة بالذات. وكل ذلك جسرٌ إلى العدالة والحق وصناعة مستقبل أفضل".
وأردف: "المخيمات الفلسطينية والتجمعات المحاذية والمضيفة تستحق كل اهتمام ورعاية ودعم وهو ما تحرص على تدعيمه لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، من ضمن سياسة الحكومة اللبنانية تجاه القضية الفلسطينية وموضوع اللاجئين".
أما نائبة المفوض العام لـ"الأونروا" ليني ستينسيث قال: "نحتفل اليوم بهذا الإنجاز الذي سيحسّن أولاً وقبل كل شيء تجربة التعلم لطلابنا".
وتابعت: "هذه المدرسة الثلاثية اللغات هي مثال جديد لاستثمارات الوكالة المستمرة في توسيع التنمية البشرية والفرص للاجئي فلسطين، فالبيئة المدرسية الجيّدة هي عنصر أساسي في تزويد الأطفال اللاجئين بتعليم أساسي جيّد ومنصف وشامل".
وأعربت عن شكرها للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومنظمة التحرير الفلسطينية، على هذا التبرع السخي، الذي يؤكّد التزامهم ودعمهم للأونروا ولأطفال لاجئي فلسطين في لبنان.
