خلال حفل تأبين أبو عاقلة

اشتية: رفضنا تسليم الرصاصة التي قتلت شيرين ونطالب بتسليم البندقية

اشتية
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أكّد رئيس الوزراء محمد اشتية، اليوم الأحد، على عدم الثقة بسلطات الاحتلال الإسرائيلي، "لذلك رفضا التحقيق المشترك وحتى تسليم الرصاص، ونطالب بتسليم البندقية التي اغتالت بها شيرين أبو عاقلة".

جاء ذلك خلال حفل تأبين الشهيدة شيرين أبو عاقلة، في اليوم الأربعين لاستشهادها، نظّمته وزارة شؤون المرأة، مساء اليوم الأحد، تحت رعاية الرئيس  محمود عباس.

وقال اشتية: إنّ "شيرين الصحفيين كانت مبدعة ملتزمة بشجاعة وهي ترسم صورة الوضع بفلسطين في عيون العالم وتخلخل هدوء بيوت العرب بوجع ومعاناة الفلسطينيين وعملت في الإذاعة والتلفزيون منذ البداية في أريحا، وكانت شيرين مرابطة في القدس ومحافظة على حضورها الدائم في الكنيسة والأقصى وفي كل الأزقة والأبواب، وشيرين الإنسانة كانت تحب الحياة والهدوء وتقول ما يجب أن يقال وتقدم ما لديها للفقراء وتحن عليهم، نالت قلوب الناس بصدقها وهدوئها وعطائها وخدمت فلسطين في حياتها وفي وفاتها، ولم تبق عاصمة في العالم إلا وأدانت اغتيالها".

وأضاف: "شيرين كانت حلقة الوصل وخيط الحرير والحرية بين مخيم جنين والقدس وغزة ورأت بأم عينيها ما رأيناه في عدساتها، فشيرين شهيدة وشاهدة في محكمة الجنايات الدولية ضد جرائم الاحتلال وشهيدة في ثرى القدس، ونحن رفضنا التحقيق المشترك لأن من يزور تاريخ شعب ويسرق أرضا ووطنا قادر أن يزور رواية، ونحن لا نثق بهم لذلك رفضا التحقيق المشترك وحتى تسليم الرصاص، ونطالب بتسليم البندقية التي اغتالت بها شيرين أبو عاقلة".

وشدّد على أنّ الاحتلال كيان استعماري بني على أنقاض بيوتنا والشعب الأصلي ينتصر بصموده، ولكن عدم معاقبة "إسرائيل" سيجعلها تقتل أكثر، لذلك يجب معاقبتها على جرائمها، وحيا قناة الجزيرة على تذكرها شيرين أبو عاقلة كل يوم.

من جهته، قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، ممثلًا عن الرئيس عباس، نحيي اليوم الذكرى الأربعين وبكل أسف لرحيل شهيدة فلسطين والقدس وأيقونة الإعلام الحر والصادق المعبر عن إرادة الشعوب التي اغتالتها يد الاحتلال، ونقول لروح شيرين ابنة فلسطين البارة، الروح الطاهرة التي جمعت كل فلسطين بحبها ونقائها، لقد أديت رسالتك الصحفية بكل إخلاص وكنت محل تقدير أبناء شعبك ولقناة الجزيرة التي عملت فيها، وكنت شوكة في حلق الاحتلال الذي اختار القتل والدمار والتشريد، فإلى متى سيبقى الصمت على جرائم الاحتلال وعدوانه وقتله للشيوخ والأطفال والصحفيين الذين ينقلون الحقيقة للعالم.

وتابع: "لقد رأينا جميعا الالتفاف الشعبي في جريمة الشهيدة شيرين والذي عبر عنه كل أبناء الشعب الفلسطيني وحملت على الأكتاف لتزف في كل من جنين ونابلس ورام الله في جنازة شعبية ورسمية، وصولاً لمثواها الأخير في القدس التي خرجت جماهيرها لتزف شيرين رافعة أعلام فلسطين، ومؤكدة هوية ابنتها شيرين وهوية القدس وأهلها الصامدين المرابطين بمقدساتها المسيحية والإسلامية".

وأكد أنّ دم شيرين وكل شهدائنا الذين اغتالتهم قوات الاحتلال لن يذهب هدراً، وأن هذه الجرائم لن تمر دون عقاب.

وأشار إلى أنّ التحقيقات الجنائية الفلسطينية شفافة ومهنية قامت بها النيابة العامة الفلسطينية وأجهزة الأمن والعدالة المختصة وأظهرت الحقيقة وهي متاحة للجهات الدولية المعنية وقد سلمت نسخة منها لأهل الشهيدة وقناة الجزيرة والأمم المتحدة.

وعاهد العالول باسم الرئيس "روح الشهيدة الطاهرة أن نبقى على العهد متسلحين بالإرادة التي هدمت جبروت الاحتلال لنصل إلى الهدف الذي ضحيتم بأرواحكم من أجله وهو زوال الاحتلال لنجسد استقلال دولتنا ذات السيادة بعاصمتها القدس وليرفع علم فلسطين عالياً خفاقاً فوق مآذن وكنائس واسوار القدس التي كانت وستبقى فلسطينية الطابع والهوية".

من جانبه، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين رياض المالكي، نجتمع اليوم في ذكرى مرور 40 يوماً على استشهاد أيقونة الصحافة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ونقف احتراماً لروحها الطاهرة التي علت إلى السماء من بوابة القدس الشريف بعد استشهادها بجنين.

وأضاف: "جريمة إعدام الشهيدة شيرين فضحت ذلك النظام الاستعماري، وكان إعداماً ميدانياً لصحفية واستهدافاً لمدنية تسلحت بالحقيقة التي هي العدو اللدود للاستعمار، ويحاول الاحتلال منذ 74 عاما على إخفائها لبشاعة ما قامت بها الصهيونية، وهذا يضعنا أمام مسؤولياتنا للقيام بالعمل لمحاسبة قاتليها".

وتابع: إنّ "اغتيال شيرين يضاف لجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بأدواته كافة من جنود ومستعمرين ونظام قضائي منحاز وأحد أقذر أدوات الاحتلال الذي يرتكب جرائمه بوضح النهار دون التفريق بين رجل أو امرأة أو طفل، تكريسا لنظام الفصل العنصري الذي يغرسه الاحتلال وانتهاكا لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنسان".

وأوضح المالكي، أنّه "رغم الإدانة الدولية لهذه الجريمة البشعة إلا أن "إسرائيل" السلطة القائمة بالاحتلال لم تقم بعمل تحقيق شفاف ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية، بل تجاوزت ذلك بقمع جثمانها والاعتداء على منزلها ومنع المعزين من الوصول إليه".

وأردف: "طلبنا من الأمين العام للأمم المتحدة إطلاق اسم الشهيدة شيرين أبو عاقلة على البرنامج الإعلامي الموجه للصحفيين وبالفعل تم ذلك، ووجهت لسفارتنا في كل دول العالم لفضح جريمة الاحتلال بحق الصحفية شيرين أبو عاقلة، ووجهنا السفارات لإبقاء هذه القضية حية وفتح السفارات للاستقبال المعزين ووضع كتب للمعزين".

بدورها، الت وزيرة شؤون المرأة آمال حمد: "اليوم نؤبن الشهداء وننحاز لهم، ونشكر كل من حضر ولبى الدعوة، وشكراً للملايين التي تابعت أيقونة الكلمة وسنبلة الحقيقة وللأحرار والشرفاء الذين انتصروا لقيم العدل والحرية والكرامة".

وأضافت: "شيرين بشهادتها أكدت أنها جزء من كل بيت في الوطن والشتات وجابت الأرض على قدميها شجاعة وصلابة ومبادرة تعمل برصانة قل مثيلها بصوت هادئ، وقرر شعبنا أن تجوب الأرض محمولة على الاكتاف وفي القلوب والروح ليستقر بها المقام حيث العاصمة الأبدية لدولة فلسطين في المكان الذي أحبته وأحبها القدس عاصمة دولة فلسطين".

ونوّهت حمد، إلى أنّه "عندما نتحدث عن شيرين نرى فيها نساء فلسطين ونرى فيها نساء قطاع غزة اللواتي دمرت المنازل فوق رؤوسهن وهن نيام، ونرى فيها عوائل كاملة شطبت من السجل المدني بفعل آلة الدمار والقتل الإسرائيلية، ونرى فيها أسرانا واسيراتنا في سجون الاحتلال والمشردين في بقاع الأرض من اللاجئين الفلسطينيين".

وشدّدت على أنّ وجود صحافة قوية وحرة ضروري لمواجهة القتل والدمار ولجلب النور بدلاً من الظلام ولمواجهة التزييف بالحقائق وللمحاسبة والمساءلة، إذ يمكن للصحافة أن تقول الحقيقة عندما لا يستطيع الآخرون، ولكن نؤكد ان الحق سيعلو ولا يعلى عليه ومهما طال الزمن وتعاقبت الأجيال سننتصر على الاحتلال.

من ناحيته، أعرب مدير مكتب قناة الجزيرة في فلسطين، وليد العمري، عن شكره إلى "كل من وقف إلى جانبنا في مصابنا الجلل، ونشكر القيادة الفلسطينية على كل ما قدمته لنا خلال تشييع جثمان الشهيدة من جنين حتى القدس مثواها الأخيرة، ونشكر وزارة المرأة على تنظيم هذا التأبين، ونشكر زملاءها وزميلاتها وباقي وسائل الأعلام رغم ألم الفراق".

وأضاف: :لقد أصبح اسم شيرين وصورها معلقة في جميع أرجاء الوطن على مداخل المدن والقرى والجامعات والمشافي والصالات والمكاتب والميادين والكليات والمراكز، وباسمها توزع المنح الدراسية، وأصبح عنوان مكتبنا الرئيس في شارع الشهيدة شيرين أبو عاقلة حيث أطلقت البلدية اسم الشارع على المكتب".

وتابع: "مصابنا جلل ولكن لن ننسى ولن نغفر وسنسعى في أصقاع الأرض للقصاص من المجرمين والجناة، ولم يعد السؤال حول هوية القاتل فقد قتلوا شيرين مرتين الأولى بالرصاص الفتاك، والثانية بالاعتداء على النعش، بينما كانت سواعد الشبان وزنودهم تحمله لتنطلق به نحو مثواه الأخير، وسنلاحقهم بكل الهيئات الدولية والعالمية ولن ندع القضية تموت وهو قرار بأعلى المستويات بالجزيرة، وأن ما جاء به تحقيق النائب العام المهني حول استشهاد شيرين، قطع دابر الكذب والتضليل".

وجرى التأبين بحضور عائلة الفقيدة، وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح وسفراء وقناصل في دولة فلسطين وأسرة الشهيدة وممثل قناة الجزيرة.

وافتتح حفل التأبين الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، مؤكداً أن جرائم الاحتلال لن تتوقف طالما ظل المجرمون بعيدا عن العقاب.

وتم عرض فيلم يرصد سيرة ومسيرة الراحلة أبو عاقلة.