إنهاء الاحتلال هو الضمان الوحيد لاستمرار وجود دولة إسرائيل

حجم الخط

بقلم:  منيب رشيد المصري

 

 

للمرة الخامسة خلال أقل من ثلاث سنوات انتخابات في إسرائيل، عنوان لوصف الفوضى والتخبط الذي تعيشه دولة الاحتلال الاسرائيلي والتي أسست بموجب تصريح بلفور المشؤوم والباطل وكنتاج لاتفاقية سايكس بيكو. ولتمضي هذه الدولة بنهجها الاستعماري والاحتلالي منذ تأسيسها على أرض فلسطين. حيث سعت عبر العقود الماضية لاحتلال أراض عربية مجاورة وترسيخ قواعد دولتها بتبني نظام قائم على الفصل العنصري ، والسعي الدائم لحماية أمن شعبها الذي جلبته من أوروبا ودول أخرى من خلال الإرهاب والقوة المفرطة والجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني فما جلبت أمنا ولا صنعت سلاما وبقيت تعاني من خطر وقلق دائم بشأن استمرار وجودها.

التاريخ يذكرنا بأن كل احتلال مصيره الزوال وبأن الأرض لا تقبل الغرباء ، وها هي إسرائيل لا تتعلم الدرس ولا تتعظ من المواعظ ، فرغم الانقسام البغيض وحالة الضعف العربي والتواطؤ الدولي ، الا أن إرادة ومقاومة شعبنا تزداد قوة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ؛ وما زال ابناء شعبنا في الشتات يحتفظون بمفاتيح منازلهم التي هجروا منها قسرا في حيفا ويافا وعكا وباق المدن الفلسطينية المحتلة ، وحملات المقاطعة والتعرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي تجتاح العالم ، وحركات تصنيف اسرائيل كدولة فصل عنصري تتنامى ، وجبهة العداء لأسرائيل تتصاعد رغم اتفاقيات التطبيع الوهمية.

معادلة الحق لا بد أن تنتصر ؛ والشمس لا تغطى بغربال والخيار الوحيد لضمان وجود دولة اسرائيل واستقرار العالم هو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس . وهذه قاعدة على العالم بأسره أن يفهمها وليس إسرائيل فقط.

هذه رسالتنا قبيل زيارة بايدن إلى المنطقة ولقاءه قادة الخليج وبعض الدول العربية في المملكة العربية السعودية، وهنا دعوتنا للقادة العرب بتبني هذا الموقف والضغط على الإدارة الأمريكية لتحقيق السلام العادل والشامل وفق مبادرة السلام العربية، وما قمة الجزائر المنتظرة في شهر تشرين الثاني إلا فرصة لتعزيز العمل العربي المشترك واستنهاضه خاصة فيما يتعلق بقضية العرب الاولى والمركزية القضية الفلسطينية .

أما بالنسبة لنا كفلسطينيين فقد حان الوقت لاستنهاض قوانا وإنهاء الانقسام وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والتوجه لصناديق الاقتراع فورا وتبني استراتيجية نضالية لإنهاء الاحتلال. بما يشمل نضال أهلنا في الداخل الفلسطيني والذين يعتبروا ملح الأرض ، والمطلوب منهم توحيد صفوفهم وتشكيل جبهة واحدة لمواجهة التمييز العنصري وحماية حقوقهم ووجودهم واستكمال التجربة الرائدة للقائمة المشتركة التي وحدت الاحزاب الاربعة ضمن رؤية نضالية واحدة.

اسرائيل في حالة تخبط وهي ماضية نحو المجهول، وهذه فرصتنا كفلسطينين لاستنهاض قوانا وكل القوى الداعمة والمساندة على المستوى العربي والدولي لمراكمة النضالات كافة لإنهاء الاحتلال وانتزاع الحقوق الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.