كشف عضو المجلس الثوري لحركة فتح، د. عبد الله عبد الله، عن مصدر الشائعات الأخير حول تدهور ووفاة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي انتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام.
وقال عبد الله، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ مصدر الشائعات حول وفاة الرئيس عباس، هي دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تعيش مأزقاً سياسياً أدى مؤخراً لحل الكنيست والدعوة لانتخابات مبكرة".
وأضاف: "في الوقت الذي انتشرت فيه الشائعات، كان الرئيس محمود عباس يُجري اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكان من الممكن إبراز ذلك؛ لكِن تقرر عدم الرد على هذه الشائعة لدفع المواطنين نحو اكتشاف زيفها بأنفسهم".
رد غير مباشر
وتابع: "الرئيس محمود عباس ألقى بعد ذلك كلمة مُصورة في مؤتمر حول المسجد الأقصى تم عقده في الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة رام الله، ومن ثم أجرى زيارة رسمية إلى قبرص؛ وبالتالي الرد لم يكن مباشراً".
وبالحديث عن انتشار شائعات بشكل مستمر حول صحة الرئيس، قال عبد الله: "إنّنا حتى اللحظة في مرحلة تحرر وطني ولم نصل فعليًا إلى الدولة المستقلة، ويوجد مقترحات خارجية بعملية انتقال سلس للسلطة كما حدث في عام 2004 بعد استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبالتالي كلها وجهات نظر".
وأردف: "القضية المركزية بالنسبة لنا هي الخطر المحدق بالقضية الفلسطينية بإما أنّ نكون أو لا نكون، لذلك لا بّد من وضع المناكفات الحزبية والتطلعات الفردية جانباً والتركيز على الخطر الحقيقي الذي يستهدفنا جميعاً".
ورأى أنَّ الرد الفلسطيني على محاولات تهميش القضية الفلسطينية، يكون بالقوة الذاتية وبوحدة الصف الوطني؛ مُضيفاً: "الدول في حالات مواجهة الأخطار الخارجية، تلتحم المعارضة مع السلطة القائمة في جبهة واحدة لمواجهة هذه الأخطار".
وشدّد على ضرورة انضمام الكل الوطني الفلسطيني إلى نقاط الاشتباك الـ50 ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، والتي تُعتبر مركز العمليات الأمنية للاحتلال في الآونة الأخيرة؛ لمواجهة مخططات مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
أمريكا.. تتجاهل القيادة الفلسطينية
وعلى صعيد موازٍ، أوضح عبد الله، أنَّ الهدف من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المُقررة في يوليو المقبل للأراضي الفلسطينية، هو تثبيت "إسرائيل" كوكيل لها في منطقة الشرق الأوسط؛ لحفظ الأمن وقد مهدت لذلك بتطبيع علاقاتها مع بعض الدول العربية، ودول لها علاقات مع "إسرائيل" وأخرى ليس لها أيّ علاقات.
وأكمل: "الجانب الأمريكي يُرسل رسائل للقيادة الفلسطينية بتمسكه بفتح القنصلية الأمريكية في القدس، وهذا دليل معنوي مُهم، لكِن لابّد أنّ نُقدر مدى جدية الإدارة الأمريكية في تنفيذ وعودها".
واستدرك: "يجب أنّ تكون أعين القيادة الفلسطينية، مفتوحة على ما يجري في المنطقة من تطورات؛ لأنَّ القضية الفلسطينية في صلب ما يجري الحديث عنه؛ لذلك من الضروري أنّ نكون في صلب ما يجري من أجل التمسك بحقوق شعبنا، وأنّ لا نكتفي بإعطائنا معلومات عما يجري فقط".
وبيّن أنَّ القيادة الفلسطينية تُريد من زيارة بايدن، بدء خطوات عملية رادعة للاحتلال الإسرائيلي، وكذلك تنفيذ أيّ من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مُنوّهاً إلى أنَّه لم يتم تطبيق آخر قرار صدر عن مجلس الأمن في 23 سبتمبر 2016 وهو القرار 2334 المتعلق بتحريم جرائم الاستيطان.
واستطرد: "أمريكا تعمل على تمييع أيّ قرار متعلق بالقضية الفلسطينية كما يجري في ملف اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة؛ على الرغم من السابقة في التاريخ الأمريكي وهي مُطالبة مجلسي النواب والشيوخ والكونجرس، بالتحقيق بصورة جدية في الملف، بالإضافة إلى إجماع 4 مؤسسات إعلامية أمريكية وهي سي أن أن وأسيوشيتد برس وواشنطن بوست ونيويورك تايمز، على أنّه تم اغتيال أبو عاقلة برصاصة من جندي إسرائيلي".
فسحة مناورة
أما عن امكانية لجوء القيادة الفلسطينية إلى تنفيذ تهديدات الرئيس بسحب الاعتراف بإسرائيل كما تحدث في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة، أكّد عبد الله، على أنَّ القيادة لا تُهدد وإنّما لكل فعل رد فعل، مُتابعاً: "الجرائم الإسرائيلية من مصادرة الأراضي وهدم البيوت والاغتيالات الميدانية وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية تستوجب موقفاً علنياً".
وختم عبد الله حديثه، بالقول: "إنَّ قرارات المجلسين المركزي والوطني واجبة التنفيذ، لكِن هناك فسحة من المناورة تقوم بها القيادة السياسية لاختيار الوقت الأكثر ملائمة لتنفيذ تلك القرارات".