على الرغم من التقديرات بموسمٍ وفيرٍ من ثمرة الزيتون هذا العام، بسبب وفرة الأمطار خلال فصل الشتاء؛ إلا أنَّ انتشار "ذبابة الزيتون" يهُدد كمية ونوعية موسم الزيتون على المستوى المحلي وكذلك على مستوى التصدير للخارج؛ خاصةً لدول الخليج التي أبدت رغبتها في استيراد زيت الزيتون المُنتج في غزّة خلال الموسم المقبل.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزّة، أدهم البسيوني: "إنَّ الإدارة العامة للإرشاد وخدمات المزارعين، بالتعاون مع دوائر الإرشاد في الوزارة، نفذت خلال شهر يونيو الجاري محاضرات توعية حول الطرق الآمنة لمكافحة "ذبابة الزيتون" والتي تُعتبر أخطر حشرة على محصول الزيتون".
وأشار البسيوني، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، إلى أنَّ الهدف الاستراتيجي من هذه الأنشطة هو ترشيد استخدام المبيدات والعمل على إحلال الطرق الآمنة في مكافحة الآفات والحشرات.
وبالحديث عن أسباب تساقط ثمار الزيتون، أوضح البسيوني، أنَّ "ثمار الزيتون تتساقط في مواعيد مُختلفة من العام، وذلك لعدة أسباب منها التساقط الفسيولوجي، حيث تتساقط بعمر صغير جدًا؛ بسبب عدم اكتمال التلقيح أو الإخصاب، وكذلك التساقط بسبب الإصابة بـ"عثة الأزهار" أو "عثة الزيتون"، ما يعني إصابة الثمار بهذه الحشرة قبل تصلب النواة وتخرج منها بعد إنتهاء التصلب.
وأضاف: "أيضاً تتساقط الثمرة؛ بسبب الإصابة بـ"ذبابة الزيتون" وهي تبدأ بشكل رئيسي بعد تصلب النواة خلال فترة نمو اللب الثانية، ويكون التساقط متأخراً خلال نهاية شهر آب/ أغسطس وحتى القطف والثمار المتساقطة وتُسمى بالجول وتكون فاسدة لا تصلح للعصر".
وأردف البسيوني: "كذلك تتساقط بسبب الرياح القوية والأمطار الغزيرة وهذا يحدث مع دخول فصل الخريف".
بدوره، أكّد الخبير الزراعي، نزار الوحيدي، على أنَّ "ذبابة الزيتون" هي أحد الحشرات التي تعيش أطوار حياتها داخل ثمار الزيتون أو داخل ثمار أخرى مثل "التين"، لافتاً إلى أنَّ الظروف الطبيعية وفّرت لها تضاعف عدد أجيالها؛ بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
وتابع الوحيدي، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "استخدام المبيدات الكيمائية في مكافحة "ذبابة الزيتون" أدى لتكاثرها وأصبحت مُشكلة حقيقية".
أما عن تأثير "ذبابة الزيتون" على كمية ونوعية الزيتون لهذا العام لجهة الإنتاج المحلي والتصدير، قال الوحيدي: "إنَّ تكاثر يرقات "ذبابة الزيتون" سيؤدي إلى قلة جودة ثمار الزيتون من حيث اللون والطعم والتركيز، وقد تُصبح ثمار غير قابلة للتصدير".
واستدرك: "حتى على الصعيد المحلي سيُصبح تخزين الزيت مختلفاً، إضافةً إلى ارتفاع الحموضة في الزيتون والزيت، وهي أحد الصفات الرديئة التي لا يقبلها المستهلك".
وبيّن أنَّ إتباع الطرق السليمة في مكافحة الحشرة سيُقلل من أثرها على المحصول، وسيؤدى إلى زيت وزيتون خالٍ من الحشرة، مُشيراً إلى أنَّ الطرق السليمة للمكافحة بالطرق الكيمائية هي رش الأشجار مباشرة واستخدام المصائد اليدوية.
وأكمل: "المشكلة في استخدام الطرق السابقة، يحتاج إلى مشاركة المؤسسات الدولية مثل الفاو ودول الحوض الأبيض المتوسط؛ حيث لا يُمكن لدولة مكافحة هذه الحشرة".
كما شدّد على أنَّ المكافحة تحتاج إلى برامج كبرى من المنظمات الدولية؛ لافتاً إلى تهميش المؤسسات الدولية لقطاع الزراعة في غزّة.
وختم الوحيدي حديثه، بتبيان أنَّ الظروف المُناخية كانت ملائمة جدًا لإزهار ثمرة الزيتون في شهر ديسمبر ويناير وفبراير، وبالتالي فمن المتوقع أنَّ يكون موسم الزيتون وفيراً لهذا العام.