أكّد منسق اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، محمود خلف، على عدم وجود أيّ ضرر من أنّ يكون خطة لشجرة العوائل الفلسطينية، لأنّه يُعتبر جزء من تاريخ حركة اللاجئين وشاهد على نكبة اللجوء الفلسطيني عام 1948.
وقال خلف، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّه لابّد من وجود دائرة مختصة من "الأونروا" للقيام بعملية الرقمنة للأرشيف التاريخي للاجئين الفلسطينيين، وأنّ يتم اتخاذ كل السبل المُتاحة للحفاظ الأمني على الأرشيف من الضياع".
وأضاف: "أرشيف الأونروا مُوزع بين غزّة ولبنان والأردن، ويجري تجميعه بشكل رقمي"، مُحذّراً في ذات الوقت من محاولات تسريبه أو تملك الاحتلال للنسخة الأصلية من الأرشيف.
وشدّد على ضرورة إشراك اللجان الشعبية للاجئين ولجان الاختصاص التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في إعداد الأرشيف من أجل إطلاع جميع الجهات المختصة على هذه العملية.
وبالحديث عن أسباب انفراد "الأونروا" بعملية رقمنة الأرشيف التاريخي للاجئين، قال خلف: "إنَّ الأونروا تقوم بعملية الرقمنة على انفراد؛ لاعتقادها أنَّ الأمر له جوانب إدارية؛ لكِن الأمر له أبعاد تاريخية وتسلسلها بحاجة إلى إشراك ذوي الاختصاص من الشعب الفلسطيني".
أما عن توقيت عملية الرقمنة التي تتزامن مع الأزمة المالية لـ"الأونروا"، أوضح أنَّ كافة الأمور مترابطة ببعضها من مسألة رقمنة "الأونروا" الأرشيف، ومحاولة تضخيم الأزمة المالية وتداعياتها المتعلقة بالتصويت على الميزانية في نوفمبر المقبل.
وتابع: "المبدأ الرئيسي هو أنَّ "الأونروا" مُستهدفة من الأمريكان وإسرائيل ويعملان على تقويضها وإضعافها وإسقاطها؛ وبالتالي دائماً ما تُحاول الأصابع الإسرائيلية والأمريكية إحباط أيّ قضية إيجابية متعلقة باللاجئين الفلسطينيين، عبر محاولة خلق أزمات أمام الأونروا".
وتحتفظ "الأونروا" بملفات عائلية كاملة لكل لاجئ من فلسطين مُسجل لديها، للحفاظ على وضع اللاجئين وحقوقهم، ويتوزع وجود أرشيف "أونروا" بين غزّة والقدس وعمان، ويعود إلى عام 1950، ويضم كل ما يتعلق باللاجئين من وثائق ولادتهم ووفاتهم، وأماكن الولادة والعائلات التي ينحدرون منها، والمراسلات والصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهم.
وخلال اجتياح العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982 سرق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" نسخةً ورقية من الأرشيف كانت بحوزة منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كانت قد حصلت عليها من "الأونروا".
وتمكنت الوكالة من الأرشفة الإلكترونية لأكثر من نصف مليون صورة، والمئات من مقاطع الفيديو، إضافةً إلى 24 مليون وثيقة، وتوفيرها عبر موقعها في الإنترنت.
وبيّن المستشار الإعلامي لـ"الأونروا"، عدنان أبو حسنة، أنَّ مشروع الأرشفة الإلكترونية يهدف إلى "الحفاظ على الذاكرة الجمعية للفلسطينيين"، مُردفاً: "المشروع أهم من الطعام والشراب".
كما تُجرى حالياً عملية إنشاء الأرشيف الرقمي على الإنترنت لملفات اللاجئين في مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب "إسكوا" في بيروت، بعد نقل جزء من الأرشيف التقليدي من عمان.
وختم خلف حديثه، بالإشارة إلى أهمية الحفاظ على التاريخ الفلسطيني وبواعث النكبة التي تمخض عنها وجود 6 مليون لاجئ فلسطيني؛ مُشدّداً على ضرورة الحفاظ على الإرث الذي تركه الأجداد من أوراق ملكية الأراضي؛ لأهميتها في مناهضة الرواية "الإسرائيلية" الزائفة حول ملكية الأرض.